مثال على التحليلات المنفصلة عن الواقع لما يجري في حلب

هذا التحليل قرأناه من كتاب مؤيدين لذيل الكلب وكتاب آخرين معارضين له.

أصحاب هذا التحليل يزعمون أن هجوم جيش الفتح الحالي على حلب هو رد فعل على الانقلاب الأخير في تركيا!

من يقولون هذا الكلام هم ليسوا متابعين للأوضاع في سورية، أو هم ربما أصحاب ذاكرة قصيرة جدا لا يمتد أجلها لأكثر من أسبوعين.

تقدم جيش الفتح في ريف حلب الجنوبي بدأ قبل أشهر. في البداية كانت معركة العيس وخان طومان التي تكبدت فيها إيران خسائر كبيرة. تلك المعركة أحدثت ضجة في إيران أشرنا إليها في حينها.

بعد ذلك أتت معركة خلصة التي قلنا أنها معركة فاصلة وستغير مسار الحرب.

بعد ذلك قال حزب الله والإيرانيون (بشكل مضمر) أن معركة حلب ميؤوس منها وأنهم سيركزون على دير الزور.

هناك أيضا المباحثات الأميركية-الروسية المتعلقة بقضية جيش الفتح وقضية طريق الكاستلو.

كل هذه الأمور المهمة والمحورية حصلت قبل الانقلاب في تركيا. هذه الأمور هي المقدمات المنطقية التي أوصلتنا إلى الوضع الحالي في حلب. المضحك المبكي هو أن بعض المحللين الأفذاذ يتجاهلون هذه الأمور ويذهبون إلى تحليل خرندعي يربطون فيه بين معركة حلب وبين تركيا.

ما هو الدليل على أن تركيا هي ضالعة في معركة حلب الحالية؟ كل المراقبين الجديين يقولون أن تركيا هي الآن منشغلة بنفسها ولم تعد مهتمة بالشأن السوري. أردوغان أصلا كان يتحدث عن التطبيع مع ذيل الكلب وإيران. ما الذي تغير فجأة حتى نقول أن أردوغان يحارب ذيل الكلب وإيران في حلب؟

الزعم أن لتركيا يدا فيما يجري الآن في حلب هو مجرد هراء. هذا كلام يقوله أناس لا يعرفون شيئا عما يجري في سورية وتركيا، ولا يعرفون شيئا عن المداولات الدولية حول قضية حلب. هم أناس منفصلون عن الواقع.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s