عن القصف الروسي الذي لم يأت في ريف حلب الجنوبي

هل ما يحصل الآن في حلب هو مفاجأة لروسيا كما يزعم إعلام الائتلاف؟

متابعو هذه المدونة يعلمون أنني لست متفاجئا بما يجري، والروس أيضا ليسوا متفاجئين.

عندما تقدم جيش الفتح نحو خان طومان والعيس (قبل نحو شهرين أو ثلاثة) أدرك الروس أن جيش الفتح يمثل خطرا كبيرا على ذيل الكلب في حلب. لهذا السبب هم بدؤوا يهددون بأنهم سيشنون حملة قصف ضد جبهة النصرة ومن معها (أي ضد جيش الفتح).

هذا التهديد الروسي هو تحديدا السبب الذي جعل الأميركيين يتفقون مع الروس على خطة مشتركة لقصف جبهة النصرة.

الأميركان عرضوا على الروس ما يلي: أن يمتنع ذيل الكلب والروس عن مهاجة المعارضة في منطقة طريق الكاستلو شمال غرب حلب، وفي مقابل ذلك سوف يتعاون الأميركان مع الروس لضرب جيش الفتح.

الروس وافقوا على هذه الصفقة. سفيرهم في دمشق صرح علنا بأنه لا يؤيد عملية “حصار حلب” التي كان ذيل الكلب يسعى لها، والتي هي مجرد عملية دعائية بحتة كما وضحنا مرارا. هي عملية بلا أية قيمة عسكرية. الفائدة الوحيدة منها هي فائدة دعائية وسياسية مؤقتة.

ذيل الكلب رفض الامتثال للاتفاق الروسي-الأميركي وأصر على استكمال عملية “حصار حلب”. هذا هو النهج المعتاد لذيل الكلب. بالنسبة له الحرب في سورية هي ليست سوى استعراضات وعمليات دعائية. هو تسبب عشرات المرات في هزائم منكرة لقواته. كثير من الهزائم الشنيعة التي تعرضت لها قواته كانت معروفة سلفا وأنا تحدثت عنها في المدونة قبل أن تحصل. ذيل الكلب لا يهتم بهزائم قواته. هو مهووس بالاستعراضات الدعائية ولا يوجد في رأسه شيء سوى هذه الاستعراضات. هو عبارة عن مهرج يقود جيشا.

ذيل الكلب أقام مهرجانا في الأيام الماضية حول “حصار حلب”. هذا المهرجان هو الفائدة الوحيدة من الحصار المزعوم. ولكن هذا المهرجان لم يدم طويلا. جيش الفتح عاد للتقدم مجددا. هذا التقدم لا يفاجئ أحدا من المتابعين الجديين (من تفاجأ بهذا التقدم هو لا يفهم شيئا مما يجري).

كما كتبت سابقا: معركة خلصة أثبتت أن ذيل الكلب لا يستطيع أن يوقف جيش الفتح. تلك المعركة كانت معركة فاصلة في الحرب السورية لهذا السبب.

أنا أظن أن جيش الفتح يستطيع أن يطرد ذيل الكلب من الريف الجنوبي لمحافظة حلب بأكمله، ولكن السؤال هو: هل سيستمر جيش الفتح في التقدم شرقا نحو السفيرة وخناصر؟ أم أنه سيحاول أن يقتحم الأحياء الغربية لمدينة حلب؟

السفيرة وخناصر هي مناطق فقيرة منتوفة، في حين أن أحياء حلب الغربية تحوي مئات آلاف المساكن والمتاجر. في هذه المساكن والمتاجر توجد غنائم كثيرة لن يجد مقاتلو جيش الفتح مثلها في السفيرة وخناصر. تجربتنا مع ثوار الائتلاف في محافظة حلب تدلنا على أن هؤلاء يهتمون بموضوع الغنائم أكثر من الجهاد ضد النصيرية والرافضة. إذا سار جيش الفتح على نهج الفصائل التي سبقته في حلب فمن الوارد أنه سيسعى لاقتحام أحياء حلب الغربية طمعا في الغنائم. هذا السيناريو سيكون بمثابة طوق نجاة مؤقت لذيل الكلب. ذيل الكلب سيعيد تجميع قواته في منطقة السفيرة وسيطلب مؤازرة من إيران، وبعد ذلك سيسعى للعودة إلى الراموسة بهدف فك الطوق عن الأحياء الغربية.

إذا عف جيش الفتح عن غنائم حلب وتابع التقدم باتجاه السفيرة وخناصر فهذه ستكون نهاية ذيل الكلب وإيران في شمال سورية.

الملفت في كل هذه القصة هو أن القصف الروسي الموعود لم يحصل أبدا. الروس تحدثوا كثيرا عن قصف جبهة النصرة والفصائل المتعاونة معها (أي جيش الفتح)، ولكن أين هو ذلك القصف الموعود؟

الجواب هو في هذا المقال.

JaF has almost encircled Aleppo. If they muster a big force and launch a big attack on Ramouseh from their current positions in Khan Touman, there is a good chance that they will besiege Aleppo. This explains the Russian anxiety. The Russians want the Americans to prevent such an attack.

انظر أيضا هنا. هي كانت مجرد حرب نفسية. الروس لم يكونوا جادين في قصف جيش الفتح ولكنهم كانوا يريدون الضغط على الأميركان لكي يتدخلوا ويوقفوا تقدم جيش الفتح.

الأميركان قدموا عرضا جيدا لذيل الكلب: هم طلبوا منه أن يمتنع عن قطع طريق الكاستيلو وفي مقابل ذلك هم كانوا مستعدين حتى للمشاركة في قصف جيش الفتح مع الروس. ذيل الكلب رفض هذا العرض واختار أن يقيم المهرجان الدعائي الذي شاهدناه في الأيام الماضية (مهرجان “حصار حلب” و”المعابر الإنسانية”). ما نراه الآن هو نتيجة خيارات ذيل الكلب وقراراته.

هل مؤيدو ذيل الكلب يفهمون أن الأميركان هم ليسوا ضدهم؟ الأميركان كانوا مستعدين منذ سنوات لدعم “الجيش العربي السوري” ضد ثوار الائتلاف. كل ما طلبه الأميركان هو إزالة ذيل الكلب واستبداله بشخص آخر (علي حبيب، أو آصف شوكت، أو حتى سهيل الحسن. أي بديل لذيل الكلب هو مقبول). كل المشكلة في سورية هي بسبب ذيل الكلب حصرا. لا يوجد أي سبب للأزمة السورية سوى ذيل الكلب. الأميركان يقبلون بأن يحكم ضباط علويون سورية في المرحلة الانتقالية. الأميركان كانوا ومازلوا متشوقين للتحالف مع العلويين ودعمهم ضد المتطرفين.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s