الأميركان لا يقدرون على إنقاذ ذيل الكلب

الأميركان هم مضغوطون بسبب حصار ذيل الكلب لمدينة حلب.

حصار حلب سيخلق أزمة إنسانية كبيرة، والأمم المتحدة بدأت بالفعل تحذر من هذه الأزمة وتطالب بالتحرك لحلها. الأميركان يشعرون أنهم في مأزق. إذا استمرت الكارثة الإنسانية في حلب فلن يكون أمامهم مفر من التصعيد ضد ذيل الكلب والروس، ولكنهم لا يريدون التصعيد والمواجهة.

للخروج من المأزق هم يقدمون تنازلات جسيمة لذيل الكلب والروس. هم يريدون شرعنة القصف الروسي لمناطق جبهة النصرة، ولا يبدو أنهم مهتمون بحديث جبهة النصرة عن خروجها من تنظيم القاعدة (على كل حال، هذا الخروج لم يحصل أصلا حتى يهتموا به).

صحيفة “الأخبار” زعمت أن عملاء المخابرات الأردنية يعارضون فك الارتباط بين النصرة والقاعدة. لو صح هذا فهو ربما يدل على أن الأميركان يستخدمون المخابرات الأردنية بهدف منع خروج النصرة من القاعدة. هم يريدون بقاء النصرة في القاعدة لتبرير قصف مناطقها.

اتفاقية أوباما مع الروس تشمل أيضا شرعنة ذيل الكلب “لفترة مؤقتة”. كما وضحنا سابقا: لا يوجد شيء اسمه شرعية مؤقتة. إن أخذ ذيل الكلب الشرعية ليوم واحد فقط فهذا يعني امتداد شرعيته إلى أجل غير مسمى.

لكي يكون الحديث عن الشرعية المؤقتة حديثا ذا مصداقية فلا بد من وجود قوة جاهزة لخلع ذيل الكلب بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، ولكننا نعلم أن مثل هذه القوة هي غير موجودة. الأميركان لن يخلعوا ذيل الكلب عندما تنتهي المرحلة الانتقالية. بالتالي الحديث عن المرحلة الانتقالية هو مجرد خدعة وليس أكثر من ذلك. ذيل الكلب سيأخذ الشرعية المؤقتة وسيحولها إلى شرعية دائمة. في عالمنا يوجد الكثير من السفلة الذين سيسارعون إلى تطبيع علاقاتهم مع ذيل الكلب بمجرد حصوله على الشرعية المؤقتة. هؤلاء سيدعمون ذيل الكلب وستعاملون معه مثلما كانوا يتعاملون معه قبل تدميره لسورية. هم يعتبرونه بطلا بسبب ما فعله بسورية.

حسب جريدة الشرق الأوسط فإن الأمم المتحدة بدأت تمد ذيل الكلب بالأموال بحجة إعادة إعمار حمص. هذا الخبر يؤكد أكثر أن المرحلة الانتقالية المزعومة هي ليست سوى خديعة. هم بدؤوا يمدون ذيل الكلب بالأموال قبل حتى أن يحصل على الشرعية المؤقتة.

هناك في صفوف المعارضة من هم متلهفون للعودة إلى حضن ذيل الكلب. أنا أظن أن الإخوان المسلمين ربما ينضمون إلى هؤلاء (بتحريض من أردوغان للأسباب التي شرحناها سابقا).

رغم كل شيء أنا أستبعد أن ينجح الأميركان وغيرهم في استنقاذ ذيل الكلب. في سورية ما زالت توجد معارضة كبيرة وقوية لذيل الكلب. التآمر الدولي على هذه المعارضة سيدفعها نحو التطرف، أي أننا سنشهد تكرارا لسيناريو داعش، ولكنني أظن أن داعش السورية ستأخذ العبرة من داعش العراقية ولن تكرر كل أخطائها.

الحرب في سورية هي ليست قريبة من نهايتها. الأميركان سيسعون لخلق انطباع إعلامي بأن الحرب انتهت، مثلما فعلوا في العراق عندما رفعوا شعار mission accomplished، ولكنني أظن أن الحرب الحقيقية في سورية لما تبدأ بعد. في المرحلة القادمة سينتهي التشرذم الذي خلقته أجهزة المخابرات وسيتوحد أغلب المعارضين في فصيل واحد شبيه بداعش.

بالنسبة لانتصارات ذيل الكلب في حلب فهي انتصارات دعائية وليس لها هدف سوى الحصول على شرعية أميركية لذيل الكلب. من الناحية العسكرية هذه الانتصارات هي بلا قيمة.

حتى ولو سيطر ذيل الكلب على مدينة حلب فهذا لن يكون مربحا حقيقيا له.

عندما دخل المتمردون إلى مدينة حلب فهم لم يحققوا شيئا سوى أنهم استنزفوا أنفسهم في معركة عبثية وأعطوا المبرر لذيل الكلب لكي يدمر المدينة ويهجر سكانها، والأهم من ذلك هو أنهم أعطوه المبرر لكي يقطع الكهرباء والمحروقات والماء عن المدينة. ذيل الكلب كان ينوي على كل حال أن يقطع الكهرباء والمحروقات عن حلب، لأنه لا يستطيع أن يوفر هذه الأمور لحلب ودمشق في آن واحد. دخول المتمردين إلى حلب سمح له بتحقيق ما يريده وإلصاق المسؤولية بالمتمردين. السذج من مؤيدي ذيل الكلب في حلب صدقوا أن معاناتهم وخسائرهم هي بسبب دخول المتمردين إلى حلب. هم لم يفهموا أن ذيل الكلب كان سيقطع عنهم الكهرباء والمحروقات على كل حال، سواء دخل المتمردون إلى حلب أم لا.

ذيل الكلب حقق أرباحا طائلة في حلب من بيع المحروقات والكهرباء بشكل غير رسمي عبر التهريب من دمشق وعبر ما يسمى بالأمبيرات. هو استغل وجود المتمردين في المدينة وسرق أموالا طائلة من مؤيديه بهذه الحجة.

مؤيدو ذيل الكلب ينتظرون منه أن “يعيد إعمار” حلب وأن يعوض عليهم خسائرهم. ذيل الكلب لن يملك المال الكافي لذلك حتى بعد خمسين سنة. حتى لو أمده سفلة المجتمع الدولي ببعض الأموال فإن تلك الأموال لن تكفيه شيئا. ذيل الكلب يواجه مشكلة حقيقية في مدينة دمشق. الحرب المدمرة التي شنها على سورية سببت خسائر اقتصادية جسيمة في دمشق. أتباعه في دمشق خسروا الكثير من أموالهم، ناهيك عن خسارته الشخصية (رامي مخلوف). هو أيضا هدم مناطق في دمشق وما حولها. الأموال الشحيحة التي ستصله من سفلة المجتمع الدولي لن تكفي احتياجاته في دمشق لوحدها، مع العلم أن خسائر دمشق لا تساوي 1% من خسائر حلب.

أنا أشك في جدية ذيل الكلب في استعادة السيطرة الكاملة على مدينة حلب. ما الذي سيفعله بهذه المدينة؟ هو لا يملك مالا يسمح له بحكمها، وبعد خروج المتمردين منها لن تبقى له حجة للاستمرار في سرقة مؤيديه فيها. خروج المتمردين من حلب سيكون خسارة حقيقية له. الأجدى له هو الإبقاء على الوضع الحالي. هو سيكتفي بمحاصرة المدينة وخلق أزمات إنسانية فيها بهدف ابتزاز الأميركان.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s