في سورية توجد أربع قوى أساسية هي قوات سوريا الديمقراطية وداعش والنصرة وذيل الكلب.
داعش والنصرة هما بلا مستقبل. بالتالي كان الجميع يفترضون أن من سيبقى في الساحة السورية في النهاية هي قوات سوريا الديمقراطية وذيل الكلب.
ولكن الآن يقال أن جبهة النصرة ستخرج من تنظيم القاعدة. لو حصل هذا ولو تحولت النصرة بالفعل إلى فصيل “جهادي معتدل” (على غرار “أحرار الشام”) فهذا سيخلط الأوراق وسيغير الحسابات.
جبهة النصرة أثبتت أكثر من مرة قدرتها على هزيمة ذيل الكلب عسكريا.
كل انتصارات ذيل الكلب المزعومة شمال حلب ستمسي بلا قيمة لو تمكنت النصرة من التمدد والسيطرة على ريف حلب الجنوبي. مثل هذا التمدد هو ممكن من الناحية العسكرية. معركة خلصة الأخيرة (وقبلها معارك إدلب) أثبتت أن النصرة تستطيع أن تطرد ذيل الكلب من محافظة حلب. ما يمنع حصول هذا السيناريو هو ليس موانع سورية داخلية وإنما موانع دولية. المجتمع الدولي لا يقبل أن تتمدد النصرة وتسيطر على مساحات شاسعة. لهذا السبب نرى الآن أن الأميركان والروس يخططون لضرب النصرة. هم يئسوا من قدرة ذيل الكلب على احتوائها ولهذا قرروا التدخل لاحتوائها بأنفسهم.
التدخل الروسي في سورية حصل بسبب هزيمة ذيل الكلب أمام النصرة في إدلب وبسبب تمدد النصرة نحو حماة. آنذاك كان ذيل الكلب في تراجع مستمر ولم يكن قادرا على وقف تقدم النصرة. لهذا السبب تدخل الروس، والأميركان لم يمانعوا تدخلهم.
النصرة تستطيع أن تهزم ذيل الكلب، ولكن المجتمع الدولي يمنعها من ذلك، مثلما أنه منع داعش من هزيمة ذيل الكلب. إذا تغير موقف المجتمع الدولي من النصرة فسيتغير كل شيء.
لا أظن أن المجتمع الدولي سيسمح للنصرة أو غيرها من فصائل الائتلاف باقتلاع ذيل الكلب من دمشق أو بغزو الساحل. الحل النهائي للقضية السورية سيكون سياسيا وليس عسكريا. ولكن لو تغير موقف المجتمع الدولي من جبهة النصرة فمن الممكن أن يسمح المجتمع الدولي لها باقتلاع ذيل الكلب من بعض المحافظات، وخاصة محافظة حلب التي ما زال ذيل الكلب يقتل فيها العشرات والمئات يوميا.