خلال مئة عام: نساء أوروبا من المطبخ إلى قيادة القارة… والسوريون بقيادة دمشق إلى مزبلة التاريخ

هذه الصورة لفتت نظري:

 

قبل 100 عام لم يكن نساء أوروبا يملكن حق التصويت. ثقافة المجتمعات الأوروبية آنذاك كانت ترى أن المكان الطبيعي للمرأة هو المطبخ.

الآن نرى أن النساء يحتللن موقع القيادة في أكبر بلدين في أوروبا، ألمانيا وبريطانيا.

معظم أمم العالم تقدمت كثيرا خلال مئة العام الماضية. فقط العرب، وبالأخص السوريون، رجعوا إلى الوراء بدلا من أن يتقدموا.

سورية في بداية القرن العشرين كانت أفضل كثيرا مما هي عليه اليوم. آنذاك سورية لم تكن مجتمعا متقدما ولكنها كانت أفضل حالا من كثير من مجتمعات العالم الأخرى. معظم المجتمعات غير الأوروبية كانت آنذاك متخلفة عن سورية. السلطنة العثمانية لم تكن بنفس مستوى تقدم دول أوروبا الغربية، ولكنها كانت متأثرة بدول أوروبا الغربية وكانت تسير في نفس اتجاه تلك الدول. السلطنة العثمانية (وسورية منها) كانت عمليا في مكان وسط بين أوروبا الغربية وبين بقية العالم.

مصائبنا بدأت من الحرب العالمية الأولى. تلك الحرب سمحت لحركة الانفصال الدمشقية بأن تنفلت من عقالها. هذه الحركة الانفصالية التعيسة أعلنت الانفصال عن السلطنة العثمانية وسعت لتأسيس دولة دمشق الكبرى التي تسمى كذبا بسوريا الكبرى (لا يوجد في التاريخ شيء اسمه سوريا عاصمتها دمشق. سوريا المعروفة في التاريخ كانت عاصمتها أنطاكية ثم حلب، وأما دمشق فهي لم تكن يوما عاصمة لسوريا). الشعب السوري (بقيادة الشعب الحلبي) دخل في حرب طويلة ومريرة ضد الانفصاليين الدمشقيين ومخططاتهم المجنونة، ولكن دعم الاستعمار والصهيونية للانفصاليين رجح كفتهم، ونتيجة ذلك هي ما نراه اليوم. سورية صارت خرائب وشعبها صار يتسول كالغجر في أنحاء العالم.

هذه نتيجة طبيعية للمشروع الانفصالي الدمشقي. هذا المشروع ما كان يمكن أن يصل إلى نتيجة مختلفة عما نراه اليوم. الشعب السوري كان يفهم منذ البداية خطورة هذا المشروع ونفذ العديد من الثورات ضده، ولكن الشعب فشل في نضاله لأن الشعب أخطأ خطأ كبيرا عندما وضع مقر حكومته في دمشق. كيف تضع مقر حكومتك في دمشق وأنت تعلم أن دمشق هي مركز المشروع الانفصالي؟ هذا الفعل كان جنونا.

لو كان مقر حكومة الكيان السوري في أية مدينة أخرى غير دمشق لكانت الوحدة العربية حصلت منذ أربعينات القرن العشرين. إسرائيل ما كانت ستنشأ من الأساس. التاريخ كان سيكون مختلفا تماما.

في هذا البحث الوجيز حاولت أن أبين كيف تسيدت دمشق ومشروعها الانفصالي على سورية. هذا هو أساس كل المصائب.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s