ما زال الائتلاف يتحدث عن المؤامرات التي تستهدف العرب السنة.
أنا أستغرب أن يساهم إعلام آل سعود في الترويج لمثل هذه الخزعبلات التي تفتقر إلى أي أساس. إذا كانت قوات سوريا الديمقراطية والأميركان والأمم المتحدة ينفذون مخططا للتطهير العرقي فلماذا لا تنضم فصائل الائتلاف إلى قوات سوريا الديمقراطية لكي تقطع الطريق على هذا المخطط؟ ما هو الشيء الذي يمنعهم من الانضمام؟
كما وضحنا سابقا: قوات سوريا الديمقراطية هي ليست فصيلا كرديا. هذه القوات هي عبارة عن تحالف كردي-عربي تأسس برعاية أميركية. أي فصيل في سورية يمكنه أن ينضم إلى هذا التحالف لو أراد ذلك. الأميركان لا يجبرون المنضمين إلى هذا التحالف على الاعتراف بالفدرالية الكردية (الأميركان أنفسهم لا يعترفون بالفدرالية الكردية ولا بأي شكل آخر من الحكم الذاتي الكردي).
الأميركان والأكراد يرجون فصائل الائتلاف أن تنضم إليهم، ولكن تلك الفصائل ترفض الانضمام وتتمسك بحلفها مع جبهة النصرة. بالنسبة لفصائل الائتلاف فإن الحلف مع جبهة النصرة هو أهم من الدخول في قوات سوريا الديمقراطية، وفي المستقبل سوف ترون أن هذه الفصائل ستفضل العودة إلى حضن ذيل الكلب على الدخول في قوات سوريا الديمقراطية.
الأميركان يعتزمون تدمير جبهة النصرة، وهذا يعني أيضا تدمير فصائل الائتلاف، لأن جبهة النصرة هي حليف وثيق جدا لتلك الفصائل. جمهور الائتلاف سوف يفسر الموقف الأميركي على أنه تآمر يستهدف “العرب السنة”. ولكن المسألة هي ليست كذلك. الأميركان لا يريدون إغضاب جمهور الائتلاف، لأنهم يعلمون أن إغضاب هذا الجمهور سوف يدفعه نحو المزيد من التطرف فوق ما هو متطرف أصلا.
الأميركان لا يقفلون الطرق أمام جمهور الائتلاف. هم يريدون منكم أن تبتعدوا عن جبهة النصرة وأن تنضموا لقوات سوريا الديمقراطية. هذا هو السلوك الصحيح الذي يجب أن يقوم به كل عاقل. لماذا ترفضون التحالف مع المعتدلين وتفضلون التحالف مع إرهابيي تنظيم القاعدة؟
في الفترة القادمة يجب على الائتلاف وجمهوره أن يحسموا أمرهم: الاستمرار في التحالف مع القاعدة يعني أنكم ستتعرضون لقصف روسي-أميركي مشترك سيوصلكم إلى نفس مصير داعش. أمامكم خياران لا ثالث لهما: الانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطية أو العودة إلى حضن ذيل الكلب.
لا تظنوا أن عودتكم إلى حضن ذيل الكلب ستعيد الأكراد أيضا إلى حضنه. الأكراد لن يعودوا أبدا إلى حضن ذيل الكلب. إذا تحالفتم مع الأكراد فهذا سيصب في مصلحة الأكراد وفي مصلحتكم أيضا، وأما عودتكم إلى حضن ذيل الكلب فهي ستضركم لوحدكم ولن تضر الأكراد وحلفاءهم.