في الآونة الأخيرة سمعنا عن عرض أميركي للتعاون مع الروس، وجون كيري زار موسكو مؤخرا لبحث تفاصيل هذا العرض.
فحوى العرض الأميركي هي ليست سرية بل نشرت في الصحف. الأميركان سيسهلون للروس (وبالتالي إيران وذيل الكلب) استهداف المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة (أي محافظة إدلب في المقام الأول)، وفي مقابل ذلك يجب على الروس الامتناع عن استهداف مناطق المعارضة المعتدلة (أي مناطق سوريا الديمقراطية في المقام الأول).
إيران وذيل الكلب لا ينتظرون مساعدة من أميركا لاستهداف أية منطقة يريدون استهدافها في سورية. بالأمس فقط هم قتلوا 190 شخصا في حلب (تخيلوا ضخامة هذا العدد في يوم واحد). هم ماضون في القتل على قدم وساق بغض النظر عن الاتفاق مع أميركا.
ما هي إذن الفائدة من اتفاقهم مع أميركا؟
يبدو أن الهدف من اتفاقهم مع أميركا هو شرعنة ما يقومون به.
أميركا تريد منهم أن يعترفوا بمنطقة آمنة للمعارضة المعتدلة، وفي مقابل ذلك سوف يكون مسموحا لهم أن يبيدوا المعارضة الموجودة في مناطق جبهة النصرة.
معظم مناطق المعارضة المعتدلة التي يريد الأميركان جعلها مناطق آمنة هي على ما أفترض تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. الاتفاق الذي يريد الأميركان عقده سوف يصب في مصلحة قوات سوريا الديمقراطية بالدرجة الأولى. المتضرر الأكبر من هذا الاتفاق سيكون محافظة إدلب. هذا الاتفاق سيكون بمثابة ضوء أخضر لإيران وذيل الكلب لإبادة محافظة إدلب.
إيران وذيل الكلب قتلوا 190 شخصا في يوم واحد دون اتفاق مع أميركا. ما الذي سيفعلونه بعد الاتفاق؟ كم شخصا سيقتلون في اليوم الواحد؟
نحن نشهد في سورية اتفاقيات دولية لا أظن أن العالم عرف مثلها من قبل. هذه اتفاقيات تشرعن عمليات إبادة.
فكرة تأسيس منطقة آمنة للمعارضة المعتدلة هي شيء ممتاز، ولكن كيف يمكن منح ضوء أخضر لذيل الكلب لمهاجمة مناطق أخرى؟
الروس على ما يبدو يقبلون بالعرض الأميركي من حيث المبدأ. هم لا يخشون من المنطقة الآمنة لأنهم يراهنون على تركيا لإفشالها.
المنطقة الآمنة ستكون تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. هذه المنطقة ستكون في حالة مواجهة مع تركيا بدلا من ذيل الكلب وإيران. بالتالي الروس لا يرون فيها تهديدا لحلفائهم.
تركيا ستشعل حروبا أهلية في المنطقة الآمنة وربما تعمد إلى قصفها ومحاصرتها. في أثناء ذلك سيكون ذيل الكلب وإيران مشغولين بإبادة حلب وإدلب.