النظام السياسي العراقي هو مظلوم إعلاميا.
إيران تدخلت بقوة في العراق بعد الغزو الأميركي بهدف إفساد النظام السياسي العراقي وإخراجه عن أساسه الديمقراطي، ولكن إيران فشلت في مسعاها.
أردوغان يحكم تركيا منذ عام 2003. العراق شهد خلال هذه الفترة تبدلات كثيرة.
تركيا | العراق | الفترة |
أردوغان | مجلس الحكم الانتقالي | 2004-2003 |
إياد علاوي | 2005-2004 | |
إبراهيم الجعفري | 2006-2005 | |
نوري المالكي | 2014-2006 | |
حيدر العبادي | -2014 |
نحن نعلم أن حيدر العبادي سيترك منصبه بعد انتهاء ولايته وسيحل محله شخص آخر، ولكن لا أحد يعلم متى سيغادر أردوغان السلطة. لا يوجد في الأفق مؤشر على أنه سيغادر السلطة.
منذ تأسيس النظام العراقي وحتى اليوم لم نشاهد أي طاغية حقيقي يحكم العراق. إيران حاولت أن تصنع من نوري المالكي طاغية على غرار ذيل الكلب في دمشق، ولكن شيعة العراق بقيادة السيستاني أفشلوا ذلك المسعى الخبيث.
إيران حاولت بطرق كثيرة أن تجذب شيعة العراق نحو نموذجها السياسي (جمهورية إسلامية وولاية فقيه)، ولكن شيعة العراق لم يسيروا مع إيران نحو ما تريده. سياسيو العراق الشيعة يجاملون إيران في أمور هامشية وليس في الأمور الجوهرية المتعلقة بطبيعة النظام السياسي العراقي أو بطبيعة الكيان العراقي.
إيران ضغطت على شيعة العراق لكي يدخلوا في حرب طائفية ضد العرب السنة، ولكن شيعة العراق لم ينفذوا ما أرادته إيران. هم فضلوا أن ينسقوا مع العرب السنة بوساطة أميركا. بهذه الطريقة هم نجحوا في هزيمة داعش وحافظوا على بقاء العراق. لو أنهم فعلوا ما أرادته إيران لكان مصيرهم كمصير علويي سورية.
لفت نظري الكيفية التي تعاملت بها الحكومة العراقية مع المتظاهرين الموالين لمقتدى الصدر. أولئك المتظاهرون اقتحموا مبنى البرلمان واقتربوا من مبنى رئاسة الحكومة، ولكنني لم أسمع أن شخصا واحدا منهم تعرض لأذى من أجهزة الأمن الحكومية. القيادات الأمنية الموكلة بحراسة المنطقة الخضراء تجنبت إطلاق النار على المتظاهرين حتى عندما اقتحموا تلك المنطقة المحصنة التي تحوي مقرات الحكومة ومقرات البعثات الدبلوماسية.
انظروا أيضا إلى الكيفية التي تتعامل بها الحكومات العراقية مع القضية الكردية وقارنوها مع تعامل الحكومات الأخرى.
أكراد تركيا يتعرضون لقمع وحشي. هم يتعرضون للقتل والتدمير والتهجير، وهذا الأمر هو مستمر منذ عقود، رغم أن مطالبهم هي بسيطة ولا ترقى إلى الأمور الموجودة في كردستان العراق.
ما حصل عليه أكراد العراق يمثل قمة الكرم بالمقارنة مع وضع الأكراد في الدول الأخرى، ولكن الملفت هو أن برزاني لا يكتفي بما حصل عليه. هو يحاول أن يتوسع بالقوة وأن يضم بالقوة المزيد من المناطق إلى الإقليم الذي حصل عليه، وهو يجاهر برغبته في الانفصال عن العراق.
لو كان برزاني موجودا في تركيا فكيف كان سيكون مصيره في رأيكم؟ الأتراك كانوا سيقصون لسانه بسبب حديثه عن الانفصال.
هناك فرق شاسع بين تعامل الحكومة العراقية مع شعبها وبين تعامل حكومة أردوغان. المقارنة بين النموذجين تبين أن الحكومة العراقية هي ديمقراطية جدا.
الحكومة العراقية هي في الحقيقة أكثر الحكومات ديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن هذه الحكومة هي مظلومة إعلاميا. أحد أسباب ذلك هو حالة عدم الاستقرار الأمني التي يعيشها العراق. الفوضى الأمنية المستمرة تحجب الأمور الجيدة الموجودة في العراق.