إعلام آل سعود لا يلمع صورة أردوغان بل يقوم بأمر معاكس.
هذا لا يعني أن آل سعود هم ضد أردوغان سياسيا أو أنهم كانوا يريدون نجاح الانقلاب عليه. كل المسألة هي أن آل سعود لا يريدون أن يتحول أردوغان إلى بطل شعبي.
الجمهور العربي هو جمهور بسيط ثقافيا. هذا الجمهور لا يهتم سوى بالمظاهر والعواطف. فشل الانقلاب في تركيا سيظهر أردوغان أمام الجمهور العربي بمظهر المنتصر، والجمهور العربي يحب المنتصرين (بعض الجمهور العربي يحب ذيل الكلب فقط لأنه ما زال قابعا في دمشق حتى الآن. هم يرون أن بقاء ذيل الكلب في دمشق حتى الآن هو إنجاز).
نزول متظاهرين مؤيدين لأردوغان إلى الشوارع سيظهر أردوغان أمام الجمهور العربي وكأنه بطل شعبي. طبعا هكذا انطباع هو خاطئ تماما. المعارضة لأردوغان في تركيا هي كبيرة وتبلغ نسبتها نصف الشعب تقريبا، وليس صحيحا أن كل من نزلوا للشوارع خلال الانقلاب كانوا مؤيدين لأردوغان كشخص (هذه مسألة لا يفهمها بعض الناس البسطاء لأنهم لا يفهمون الفرق بين مؤسسات الدولة وبين شخص الحاكم. أنا في بداية الثورة السورية كنت أرفض التصعيد ضد ذيل الكلب، ليس لأنني كنت مؤيدا لذيل الكلب وإنما لخشيتي من انهيار مؤسسات الدولة الدمشقية. أنا طبعا لست ضد زوال الدولة الدمشقية بل أعتبر هذا مكسبا مهما، ولكنه كان يمكن أن يحصل بالتدريج وبعيدا عن العنف المفرط).
ما يزيد الأمر سوءا هو أن بعض العرب يعملون كشبيحة لأردوغان على موقع تويتر. هم يمضون أوقاتهم في التطبيل والتزمير لأردوغان وتلميع صورته على نحو مبتذل. هم لا يروجون للديمقراطية وإنما يقومون بالتشبيح لأردوغان شخصيا. هم يقومون بتأليهه. هم يستعملون العاطفة الدينية في هذا المسعى الهابط. لا بد أن وجود هؤلاء الشبيحة الأردوغانيين يقلق آل سعود وغيرهم من الحكومات العربية.
آل سعود لا يرون مصلحة في تحويل أردوغان إلى بطل شعبي. هذا هو سر تعاملهم الإعلامي البارد معه.
مقال مهم من السيد موشي يعلون
يؤكد فيها أنه هو الذي يفهم بكل شيء
والشعب العربي كله بسطاء لا يفهمون ما يفهمه…
كبير يا أستاذ موشي يعلون… كبير..