عندما أعلن ذيل الكلب عن تجريد حملة عسكرية باتجاه الرقة سرت نشوة في صفوف أنصاره.
هم صدقوا أن ذيل الكلب سيسيطر على الرقة. صاحب المرصد السوري لحقوق الإنسان صار يحدثنا كل يوم عن المسافة التي قطعها ذيل الكلب باتجاه الرقة، وكأن ذلكم التقدم في الصحراء كان ذا أهمية.
أنا وغيري سخرنا منذ البداية من حملة ذيل الكلب على الرقة. أنا ليست لدي معلومات استخبارية حول إمكانات ذيل الكلب العسكرية، ولكن المسألة لا تحتاج لمعلومات استخبارية. نحن راقبنا أداء ذيل الكلب قبل حملة الرقة وشاهدنا كيف انتهت حملته ضد داعش في دير الزور.
في تحليلي لحملة الرقة كتبت أن ذيل الكلب سيخسر أراضي في ريف حلب الجنوبي بسب تلك الحملة، وهذا حصل بالفعل. معركة خلصة كانت هزيمة شنيعة لذيل الكلب. هي لم تكن معركة خاطفة ولكنها كانت معركة طويلة استمرت لحوالي أسبوعين، ونهايتها كانت هزيمة كاملة لذيل الكلب.
حملة ذيل الكلب على الرقة لم تنته فقط بهزيمته في الرقة، ولكنها تسببت أيضا في هزيمته في ريف حلب الجنوبي.
نفس السيناريو يتكرر بحذافيره في معركة الملاح شمال حلب. ذيل الكلب ومؤيدوه هم متحمسون جدا لمعركة الملاح لاعتقادهم بأن هذه المعركة ستنتهي بحصار المعارضين في حلب. هؤلاء لم يسألوا أنفسهم عن السبب الذي دفع روسيا وإيران وحزب الله للنأي بأنفسهم عن معركة الملاح. لو كان هؤلاء يتوقعون أن معركة الملاح ستنتهي بانتصار ذيل الكلب لكانت مصلحتهم أن يشاركوا فيها لكي ينالهم نصيب من الشرف.
بركات معركة الملاح بدأت تظهر بالفعل: ذيل الكلب خسر مساحة كبيرة في ريف اللاذقية الشمالي بسبب معركة الملاح، ولكن ذيل الكلب هو غير مهتم بذلك. هو ما زال يستكلب لتحقيق “انتصار” في معركة الملاح. هو أعلن اليوم عن هدنة خلال العيد، ولكنه على ما يبدو لم يوقف القتال في الملاح. يبدو أنه أراد من إعلان الهدنة تخفيف الضغط عن نفسه في الجبهات الأخرى.
ذيل الكلب يبحث أساسا عن نصر دعائي واستعراضي. هو لا يهتم بتحقيق انتصار حقيقي على الأرض. كل ما يهمه هو صناعة فيلم سينمائي يعتقد أنه قابل للتسويق في الغرب، تماما كما فعل قبل أيام عندما أخذ قضية تافهة هي التنسيق الأمني مع إيطاليا وصنع منها فيلما سينمائيا. هو ظن أن ذلك فيلم ناجح، ولكنه في الحقيقة كان فيلما تافها لا يساوي شيئا (يكفي لمعرفة تفاهة الفيلم أن إيطاليا أكدت على موقفها بضرورة رحيل ذيل الكلب أثناء وبعد التنسيق الأمني معه).
السياسة بمفهوم ذيل الكلب تنحصر في أمرين:
1. ألاعيب واستعراضات وزعبرات إعلامية.
2. مؤامرات واغتيالات وجرائم وانتهاكات وأعمال إبادة.
هذه هي السياسة عند ذيل الكلب. مفهومه للسياسة لا يمت بصلة لمفهوم السياسة المتعارف عليه عند البشر.
ذيل الكلب هو شبيح ينتحل صفة مسؤول حكومي. هذا هو وصفه باختصار.
هذا الشبيح يفعل الأفاعيل في حلب لكي يتمكن من الوصول إلى طريق الكاستيلو وقطعه. بمجرد أن يتمكن من ذلك سوف يقوم بإنتاج فيلم سينمائي لكي يقنع العالم بأنه قوي ومنتصر.
ولكن الحقيقة هي أن نهاية معركة الملاح لن تكون مختلفة عن نهاية معركة الرقة. ذيل الكلب لن يخسر في الملاح نفسها فحسب، ولكنه سيخسر في أماكن أخرى أيضا. هذه النتيجة بدأت تظهر بالفعل مع ظهور خسائر ذيل الكلب في ريف اللاذقية.