بشار الأسد لا يريد ترك حلب لأن ذلك يعني خسارته لأحد مصادر تمويله المهمة

قرأت ذات مرة في مقال لكاتب لبناني تساؤلا عن السبب الذي يجعل ذيل الكلب يستكلب للبقاء في حلب.

كثيرون لا يفهمون هذا الأمر. بعضهم يفترض أن ذيل الكلب يريد البقاء في حلب لأن فيها “كتلة سنية” داعمة له. هذه المقولة ربما كانت صحيحة في بداية الأزمة، ولكن الآن لم تعد هناك في حلب “كتلة” سواء كانت سنية أم غير سنية. ذيل الكلب فرغ المدينة من معظم سكانها. البقية الباقية من السكان تشتم ذيل الكلب ليلا ونهارا. من يمدحونه في العلن هم شبيحته، وأنا أظن أنه حتى هؤلاء الشبيحة يشتمونه في السر.

هناك نظرية أخرى وهي أن ذيل الكلب يخشى ترك حلب خوفا من أن تتحول إلى “بنغازي”. هذا الكلام هو نظري جدا ولا يمت إلى الواقع بصلة. من يعرف أوضاع المعارضين في شمال سورية يعلم أن هؤلاء لا يمكنهم أن يحولوا قرية صغيرة إلى بنغازي، فما بالك بحلب. هم عبارة عن مئات الفصائل المتناثرة. هم لا يستطيعون أن يؤسسوا سلطة مركزية في حلب. الجهة الوحيدة التي قد تتمكن من تأسيس حكومة في حلب هي جبهة النصرة، وهذا السيناريو يفيد ذيل الكلب سياسيا ولا يضره.

قوات سوريا الديمقراطية يمكنها نظريا أن تسيطر على حلب وتؤسس فيها حكومة، ولكن مثل هذا السيناريو يحتاج الكثير جدا من الوقت. ربما سنتان أو أكثر.

بالنسبة لذيل الكلب قضية حلب هي قضية مستعجلة وداهمة جدا. هو يعتبر أن خروجه من حلب سيؤدي إلى كارثة فورية.

من يريد أن يفهم سبب استكلاب ذيل الكلب للبقاء في حلب يجب أن يقرأ هذا المقال.

ذيل الكلب ما زال حتى اليوم يجبي أموالا طائلة من حلب. هو يبيع الكهرباء والمحروقات في حلب بأسعار باهظة تفوق بأضعاف كثيرة أسعار دمشق. هو يبيع أيضا إنترنت ثري جي ذو التكلفة الباهظة. هو ما زال يأتي بالحلبيين إلى دمشق ويستحلب منهم الأموال على الطريق وفي دمشق ذاتها بحجة الوثائق والمعاملات الحكومية.

إذا خرج ذيل الكلب من حلب فهو سيخسر أحد أهم مصادر تمويله. لهذا السبب هو لا يريد ترك المدينة ولو ليوم واحد.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s