انفصال اسكتلندا لو حصل سيكون فاتحة خير على العالم لأنه سيكون بداية النهاية للثقافة الإمبريالية

أنا من حيث المبدأ أعارض الحركات الانفصالية، لأن هذه الحركات في كثير من الأحيان لا تستند على مبررات عقلانية وإنما على لوثات قومية.

أقرب مثال إلينا هو الحركة الانفصالية الدمشقية. هذه الحركة تسببت خلال الحرب العالمية الأولى بهدم السلطنة العثمانية، ثم تسببت في عقد الأربعينات بترسيخ تقسيم سايكس-بيكو وتأسيس إسرائيل، ثم تسببت في عقد الستينات بالفوضى الطائفية التي أعادتنا إلى عصر ابن تيمية. ما هو المبرر لكل هذه الكوارث؟ لا يوجد أي مبرر عقلاني. هم فقط أناس مجانين تسببوا في تدمير العالم العربي بأسره وليس سورية فقط.

رغم أنني أعارض الحركات الانفصالية إلا أنني أتمنى أن يحصل انفصال اسكتلندا وأن يمر بسلام ودون مشاكل.

السبب هو أنني أرغب في التخلص من ثقافة الاستعمار والإمبريالية السائدة لدى كثير من الشعوب، وخاصة الشعوب المتخلفة.

الشعوب المتخلفة تعتقد أن الإمبريالية هي حق لها. أقرب مثال إلينا هو القضية الكردية. شعوب منطقتنا تعتقد أن استعمار الأكراد هو شيء عادي وطبيعي.

إذا سألتهم: كيف تبررون استعمار الأكراد؟ فإنهم سوف يشيرون إلى الدول الغربية وسوف يقولون لك أن تلك الدول لا تقبل بالحركات الانفصالية.

طبعا هذا الكلام يخلو من أي منطق. الدول الغربية لها تاريخ استعماري معروف ونحن أنفسنا كنا مستعمرات لدى هذه الدول، فكيف لك أن تحتج بالاستعمار الذي تمارسه تلك الدول؟ يبدو أنك ترفض الاستعمار فقط عندما يكون موجها ضدك، ولكنك لا تمانع الاستعمار إن كان موجها ضد غيرك.

أنا أتمنى أن تكون حادثة انفصال اسكتلندا فاتحة لعهد جديد في العالم يخلو من المنطق الاستعماري أو الإمبريالي.

أنا ضد العصبيات الانفصالية، ولكن هذا لا يعني أنني أقبل بقمع الشعوب واستعبادها.

إذا كان الرجل مرتاحا مع زوجته فهو لا يرغب في أن تنفصل زوجته عنه، ولكن لو قررت زوجته الانفصال فهو لا يملك أن يمنعها من ذلك.

الانفصال هو أمر سيء، ولكن لا يحق لأحد أن يستعبد البشر بحجة منع الانفصال. هذه مجرد همجية، ومن المؤسف أن الشعوب المتخلفة تحتج بسلوك الدول الغربية لكي تمارس هذه الهمجية.

3 آراء حول “انفصال اسكتلندا لو حصل سيكون فاتحة خير على العالم لأنه سيكون بداية النهاية للثقافة الإمبريالية

    • أنا لا أؤيد انفصال الأكراد. أنا أهاجم برزاني بشكل دائم والسبب الرئيسي لذلك هو سياسته الانفصالية. في المقال أعلاه قلت أنني ضد الحركات الانفصالية.

      ولكن كوني ضد الانفصال لا يعني أنني أقبل بالاستعمار أو الإمبريالية.

      في المقال ضربت مثالا للتوضيح: أنا ضد أن تنفصل الزوجة عن زوجها، ولكن لو قررت الزوجة الانفصال فلا يحق لأحد أن يمنعها من ذلك.

  1. أنا مع انفصال استكتلندا..
    ومع أن تنفصل شمال إيرلندا أيضاً… ما ذنب الإرلنديين كي يعيشوا بكنف (المملكة)؟

    اليوم هناك أصوات جديدة شمعناها من فرنسا ومن هولندا… بالمختصر: الله يزيد ويبارك…

    لا أشمت طبعاً، فالشماتة ليست موجودة في القاموس السياسي..

    ببساطة تحليلي:
    هو أن الغرب الامبريالي أراد أن يطبق نظرية (تقسيم المقسم) التي صاغتها كونداليزا رايس.. واستعمل الغرب أهم الوسائل المتاحة ألا وهي التكنولوجيا الحديثة التي لا تعرف بها الأنظمة الجاهلة، وهي وسائل الاتصال الاجتماعي..
    نسي الغرب أن هذه الوسائل ليست متوفرة فقط لدى شعوب الشرق الأوسط، بل هي متوفرة أيضاً عند شعوبه، فانقلب سحره عليه…

    لقد استعمل الغرب كل ما بيده من آلة إعلامية ضخمة من أجل جذب الانكليز للتصويت للبقاء مع الاتحاد الأوربي، وفشل فشل ذريع..

    لقد كذب الغرب على شعبه، فقد كان يتم الترويج في الاعلام أن النتيجة محسومة بفارق نقطتين لصالح البقاء، ومع ذلك فشل الغرب..

    لقد جاؤوا بأوباما نفسه إلى إنكلترا، ليحاضر، ويتحدث عن أهمية القاء في الاتحاد الأوربي، ومع ذلك فشلوا…

    بالنسبة لسوريا..
    ووفقاً للوقائع الحالية، أرى أنه على السوريين التعامل بواقعية…
    تحدثت أكثر من مرة هنا أن الأكراد استوطنوا مناطق في القامشلي (وأنا من ابناء المنطقة) مع بداية التسعينات، وجاؤوا بأموال من الخارج واشتروا محلات وأراضي وبيوت مِن مَن أراد أن يهاجر… وهم ليسوا أكثرية كما يروّج صاحب المدونة… بل هم ثلث التكوين الاجتماعي في القامشلي وأقل من الربع في الحسكة..
    إن سيطرة الأكراد على عفرين ومنبج وكوباني لا يعني بالضرورة إنشاء كانتون أو دولة… ماذا عن آلاف القرى العربية…
    ما هو وزن عفرين ومنبج وكوباني؟
    لا بأس أن يتحدثوا ويدرسوا بلغتهم هذا حقهم، ولا بأس أن يحتفل كل السوريين (وليس لأكراد فقط) بعيد النوروز، لا بل أن يكون عطلة رسمية في البلاد، لأن الانقلاب الربيعي هو أهم حدث للمواطن السوري منذ آلاف السنين وليس للأكراد فقط..

    لقد اعتمدت المعارضة السورية على داعش والنصرة من أجل إذلال الشعب السوري، لقد استملتهما لقتل السوريين وتشريد السوريين وتهجيرهم من قراهم ومدنهم… وها هما هذان التنظيمان يوضبان أغراضهم وسيرحلون عنّا… هذان التنظيمان وبأحسن أحوالهما (إن بقيا) لن يهنآن، واحد تقصفه أمريكا وواحد تقصفه روسيا.. حتى ان بعض أركان المعارضة أصبحت تشتبك معهما..

    لقد انتهت أيام كل من اراد السوء بسوريا… وبدأت أيامهم هم تصبح معدودة (عدا أمريكا طبعاً، فهي الرابح الكبير دوماً)..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s