الخطبة التي ألقاها حسن نصر الله حول حلب لا تبدو جدية.

هناك عدة مؤشرات على أن إيران زهدت في حلب وقررت أن تركز على دير الزور. من هذه المؤشرات أن حزب الله يستعد لشن حملة على دير الزور. كيف سيحارب حزب الله في دير الزور وحلب في آن واحد؟ هذا الكلام يذكرني بتهريج ذيل الكلب الذي زعم أنه سيستولي على دير الزور والرقة وحلب في آن واحد (وتعرفون كيف كانت النهاية).

أنا لم أتوقع أن تعلن إيران انسحابها من حلب. أنا توقعت أن تستمر إيران في القتال في حلب حتى الهزيمة النهائية لذيل الكلب. الهدف من ذلك القتال سيكون سياسيا ودعائيا.

لو فرضنا أن إيران قررت الانسحاب من حلب الآن فسوف يقول ذيل الكلب لاحقا أنه هزم في حلب بسبب انسحاب الإيرانيين. أتباع ذيل الكلب سيسخطون على إيران وسيحملونها مسؤولية قتلاهم الكثيرين الذين سيسقطون في تلك المحرقة. تجنبا لتلك المتاعب الإيرانيون لن ينسحبوا من حلب وسيستمرون في إظهار الدعم لذيل الكلب حتى هزيمته النهائية. هم سيفهمون أتباعه أنهم ثبتوا معهم حتى النهاية. ولكنني لا أظن أن إيران ستخسر الكثير من مقاتليها في المعارك القادمة. أغلب الظن أن إيران ستتخذ إجراءات لتقليل عدد الإصابات بين مقاتليها. معظم القتلى في المرحلة القادمة سيكونون من خرفان ذيل الكلب السوريين.

لاحظ أن حسن نصر الله في خطبته الأخيرة جهد في تبرير سقوط عدد كبير من القتلى بين أتباعه الذين شاركوا في معارك حلب الأخيرة. من الواضح أن قضية سقوط القتلى تمثل مشكلة لحسن نصر الله، ونحن نعلم أنها تمثل مشكلة لإيران أيضا (تذكر الجلبة التي حدثت في إيران عقب الهزائم الأخيرة في خان طومان). لا أحسب أن حسن نصر الله ومعلميه الإيرانيين هم مستعدون للتضحية بعدد كبير من مقاتليهم في محرقة يعلمون سلفا أنها ستنتهي بهزيمة ذيل الكلب.

معظم من سيحترقون في معارك حلب القادمة سيكونون من خرفان ذيل الكلب السوريين. الخسائر الجسيمة في صفوف هؤلاء ستثير نقمة شعبية. الإيرانيون لا يريدون أن تتجه هذه النقمة نحوهم. لهذا السبب هم سيتظاهرون بالثبات مع ذيل الكلب.