آل سعود قفزوا في مركب أردوغان الغارق

شاهدت اليوم تقريرا إعلاميا سيئا للغاية على قناة “العربية”.

التقرير يهاجم قوات سوريا الديمقراطية بزعم أنها قوات كردية انفصالية.

قوات سوريا الديمقراطية هي ليست قوات كردية. قوات سوريا الديمقراطية هي تحالف يضم عددا كبيرا من الفصائل. معظم الفصائل المنضوية في هذا التحالف هي عربية.

قوات سوريا الديمقراطية تأسست بإيعاز من أميركا، وهي تعمل بدعم أميركي.

أي فصيل في سورية يمكنه الانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطية. الأميركان في الحقيقة يعملون جاهدين على جذب العرب إلى هذا التحالف.

الاعتراف بالفدرالية الكردية هو ليس شرطا للانضمام. شرط الانضمام هو الاعتدال والبعد عن التطرف.

إذا انضم العرب بأعداد كبيرة إلى هذا التحالف فسوف يمسي الأكراد أقلية فيه. سبب هيمنة الأكراد على التحالف هو أن العرب بشكل عام يحجمون عن الانضمام إليه.

المتطرفون في سورية (داعش وجبهة النصرة والإخوان) يشيعون أن قوات سوريا الديمقراطية هي مشروع كردي انفصالي يقوم بتطهير عرقي ضد العرب. هذه الإشاعات هي مجرد أكاذيب لا أساس لها. المتطرفون يعارضون قوات سوريا الديمقراطية لأنها في نظرهم مشروع كفري إلحادي. هم يرفضون كلمة “الديمقراطية” من أساسها ويرفضون المساواة والحرية والعلمانية. كل هذه المفاهيم هي بالنسبة لهم مفاهيم كفرية إلحادية. هذا هو سبب معاداتهم لقوات سوريا الديمقراطية. حديثهم عن المشروع الكردي الانفصالي هو مجرد تقية.

أنا أشرح هذه الأمور لآل سعود على فرض أنهم يجهلون حقيقة الأوضاع في سورية. أنا أتعامل مع آل سعود بحسن نية وأفترض أن معلوماتهم عن سورية هي مشوشة بسبب اعتمادهم على تركيا والائتلاف كمصادر للمعلومات.

إذا كانت مشكلة آل سعود هي الجهل فأنا أنصحهم بأن يرسلوا مندوبين إلى شمال سورية لكي يطلعوا على حقيقة الأوضاع هناك بشكل مباشر.

آل سعود لعبوا دورا أساسيا في تدمير سورية، والآن هم يزيدون الوضع سوءا بدعمهم للائتلاف وبمعاداتهم لقوات سوريا الديمقراطية.

يجب على آل سعود أن يفهموا أمرا مهما: الرأي العام الدولي لن يسكت على ما يقومون به.

الدول الغربية هي متعاطفة مع قوات سوريا الديمقراطية لأن هذا التحالف هو الجهة المعتدلة الوحيدة في سورية. بعض الدول الغربية لديها قوات عسكرية تعمل مع سوريا الديمقراطية. إذا استمر آل سعود في مناوءة قوات سوريا الديمقراطية ودعم الائتلاف فهذا يعني أن آل سعود يضعون أنفسهم في صدام مع المجتمع الدولي.

أردوغان دعم داعش ضد إرادة المجتمع الدولي، والنتيجة كانت وبالا عليه. آل سعود الآن يقفزون مع أردوغان في مركبه الغارق. هم يدعمون الإسلاميين المتطرفين ضد المعارضة السورية المعتدلة المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية.

المجتمع الدولي لن يقبل هذا السلوك من آل سعود. حجة “الخطر الكردي” هي حجة ساقطة. إذا لم يغير آل سعود موقفهم فيجب أن يتوقعوا حملات إعلامية جديدة ضدهم تتهمهم بدعم المتطرفين في سورية. أنا شخصيا سوف أكون من أبرز المشاركين في تلك الحملات.

إذا أراد آل سعود مساعدة السوريين فيجب عليهم أن يضغطوا على المتمردين في شمال سورية لكي يقطعوا علاقتهم بالائتلاف وينضموا إلى قوات سوريا الديمقراطية. الائتلاف هو مجرد واجهة لجماعة الإخوان المسلمين المتطرفة.

رأي واحد حول “آل سعود قفزوا في مركب أردوغان الغارق

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s