إيران لا تريد أن تحارب في حلب والرقة

تغطية صحيفة “الأخبار” للأحداث السورية تتناقض مع تغطية إعلام ذيل الكلب.

في إعلام ذيل الكلب لا يوجد اعتراف بالهزائم في حلب والرقة. حسب هذا الإعلام فإن ذيل الكلب هو منتصر في حلب والرقة.

أذكر أن صحيفة “الوطن” نشرت قبل أيام أخبارا عن انتصارات كبيرة في حلب والرقة، ولكن عدد “الأخبار” الصادر في نفس اليوم أقر بالهزائم. صحيفة “الأخبار” كانت في الحقيقة أول وسيلة إعلامية كشفت الهزائم الكبيرة لذيل الكلب في الرقة.

لفتني اليوم أن صحيفة “الأخبار” نشرت مقالات تكشف دور ذيل الكلب في قطع الكهرباء والماء عن حلب وكيف أنه استحلب عبيده هناك عبر بيعهم المحروقات والكهرباء بأسعار خيالية.

أنا تحدثت كثيرا عن هذه الأمور في الماضي. في عام 2012 لم يكن ذيل الكلب يملك قوات كافية للدفاع عن مدينة حلب. الحل الوحيد لتجنيب المدينة الدمار كان الاتفاق مع المسلحين. ولكن ذيل الكلب لم يفعل ذلك، لأن الاتفاق مع المسلحين يتطلب خروجه من السلطة. ذيل الكلب فضل الانسحاب من حلب والاكتفاء بدمشق. هو ترك المسلحين يدخلون إلى حلب واتخذ من ذلك ذريعة لتدمير المدينة وتهجير سكانها. هو أيضا قطع عن حلب المحروقات والكهرباء والماء وصار يبيع هذه المواد في حلب بشكل غير رسمي عبر وسطاء يتقاضون أسعارا عالية تفوق بكثير أسعار دمشق.

كل هذه الأمور باتت معروفة لسكان حلب ولا أظن أن أحدا منهم لا زال يجهلها (من لا زالوا يتظاهرون بتصديق ذيل الكلب في حلب هم مخبرون وشبيحة يعملون مع أجهزة الأمن. هؤلاء لا يملكون خيارا سوى تصديق ذيل الكلب، لأنهم لو وقعوا في قبضة المسلحين فسوف يكون مصيرهم التعذيب ثم القتل. أنا أنصح هؤلاء بأن ينشقوا عن ذيل الكلب وأن ينضموا إلى قوات سوريا الديمقراطية. قوات سوريا الديمقراطية لن تعذبهم ولن تقتلهم، بل هي ستستفيد منهم في القتال ضد المتطرفين).

الملفت الآن هو أن صحيفة “الأخبار” تكشف حقيقة الوضع في حلب وتكشف بعضا مما فعله ذيل الكلب هناك.

أنا أظن أن صحيفة الأخبار تكشف حقائق الأوضاع في حلب والرقة لأن حزب الله هو غير مقتنع بحروب ذيل الكلب هناك.

حسب صحيفة الأخبار فإن حزب الله قرر أن يحارب في دير الزور. هذا قرار غريب. لو كان صحيحا فهو يعني أن إيران تريد أن توجد اتصالا جغرافيا بين إمارة دمشق وبين العراق. نفس الصحيفة ذكرت في الماضي أن الروس يدعمون التوجه نحو دير الزور ولا يحبذون القتال في الرقة وحلب.

معلومات صحيفة الأخبار تدل على أن الروس هم زاهدون في محافظات الشمال السوري، ويبدو أن الإيرانيين اقتنعوا أخيرا بوجهة النظر الروسية (هم بصراحة لا يملكون خيارا آخر بعد الهزائم التي تعرضوا لها في ريف حلب).

الإيرانيون ضغطوا على الروس لإقناعهم بالقتال في حلب، ولكن الروس رفضوا ذلك (هذا كان واضحا من زيارة وزير الدفاع الروسي الأخيرة إلى ذيل الكلب. الصور التي بثها الروس لتلك الزيارة كانت رسالة موجهة إلى الإيرانيين مفادها أن الروس لا يهتمون بذيل الكلب ودمشق وأنهم مستعدون للتخلي عن ذيل الكلب ودمشق لو اضطروا لذلك).

الروس يمكنهم أن يتخلوا عن دمشق، ولكن الإيرانيين لا يمكنهم ذلك، لأن دمشق هي أهم شيء في سورية بالنسبة للمشروع الإيراني.

المحافظة على دمشق تتطلب إيجاد اتصال جغرافي مع العراق. بعد تحقيق الاتصال الجغرافي يمكن للإيرانيين أن يضخوا أعدادا أكبر من القوات نحو دمشق (هم ربما سيضخون قوات عراقية قبل أن يضخوا قوات إيرانية).

ليس من الضروري أن الإيرانيين شطبوا من رأسهم بشكل نهائي فكرة السيطرة على شمال سورية. هم ربما قرروا تأجيل هذه الفكرة بسبب المعطيات الواقعية، ولكن لو أتيح لهم في المستقبل غزو شمال سورية فهم لن يترددوا في ذلك.

الحملة التي تعتزم إيران شنها على دير الزور هي ليست أمرا بسيطا. هذه ستكون حربا كبيرة، ولا أظن أن الإيرانيين سينجحون فيها دون تدخل روسي. إذا كان الروس موافقين على دعم احتلال إيران لدير الزور فهم ربما سيرسلون “عاصفة سوخوي” إلى هناك في الفترة القادمة.

ولكن يبقى إقناع ذيل الكلب بالتركيز على حملة دير الزور. من الواضح أن دير الزور هي في ذيل قائمة اهتمامات ذيل الكلب. أظن أن الفترة المقبلة ستشهد ضغوطا إيرانية متزايدة على ذيل الكلب لإقناعه بترك الرقة وحلب والتركيز على دير الزور.

الإيرانيون ربما لن يقولوا لذيل الكلب أن ينسحب من حلب، ولكن من الواضح أن المعركة هناك هي معركة خاسرة. من الممكن أن الإيرانيين سيستمرون في القتال في حلب إلى جانب ذيل الكلب ولكنهم في قرارة أنفسهم يفهمون أنهم في النهاية سيضطرون لترك تلك المنطقة.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s