في مدينة حلب يوجد شبيحة كثيرون متورطون بدعم ذيل الكلب.
لو وقع هؤلاء بيد المقاتلين التابعين للائتلاف فإن مصيرهم الأكيد سيكون القتل، وربما التعذيب أيضا.
هؤلاء لا يفكرون باحتمال طرد ذيل الكلب من حلب ويستبعدون هذا الاحتمال. هم يفعلون ذلك لأنهم يفهمون أن طرد ذيل الكلب من حلب يعني نهايتهم.
ولكن يجب على هؤلاء أن يفهموا أن ذيل الكلب سيطرد في النهاية من حلب.
عندما يطرد ذيل الكلب من حلب سيكون أمام هؤلاء الشبيحة ثلاثة خيارات:
1. السقوط بيد مقاتلي الائتلاف (سواء أثناء القتال في حلب أم أثناء محاولة الهروب منها).
2. الهرب من حلب إلى دمشق.
3. الانشقاق عن ذيل الكلب والالتحاق بقوات سوريا الديمقراطية.
أسوأ هذه الخيارات هو أولها، وأشرفها هو آخرها.
الخيار الثاني يعني أن هؤلاء الشبيحة لن يروا حلب مجددا. ذيل الكلب سيحولهم إلى مرتزقة وسيزج بهم في معارك لا علاقة لهم بها في مناطق بعيدة (معارك استعراضية على غرار المعارك العبثية الأخيرة في الرقة، والتي انتهت بمجازر في صفوف أتباع ذيل الكلب).
لا أظن أن الالتحاق بقوات سوريا الديمقراطية هو أمر صعب. كل المطلوب من الشبيحة هو أن ينشقوا عن ذيل الكلب ويعلنوا البراءة منه.
قوات سوريا الديمقراطية لم تقم حتى الآن بتأسيس حكومة، وهذا يجعل من الصعب على هذه القوات أن تقوم بإعادة تأهيل الشبيحة. أنا أرجو أن تقوم قوات سوريا الديمقراطية في وقت قريب بتشكيل حكومة. الحكومة يجب أن تضم وزارة للمصالحة الوطنية، وهذه الوزارة يجب أن تشرف على عملية إعادة تأهيل الشبيحة.
أفضل ما يمكن لوزارة المصالحة الوطنية أن تفعله هو فرز الشبيحة إلى مستويات. كبار الشبيحة المقربون من ذيل الكلب يجب أن يسجنوا تمهيدا لمحاكمتهم. بالنسبة لصغار الشبيحة (الذين يمثلون الغالبية الساحقة) فهؤلاء يجب أن يخضعوا لدورات إعادة تأهيل (يتعلمون خلالها مفاهيم القانون وحرمة النفس البشرية وحقوق الإنسان ونحو ذلك).
بعد تأهيل الشبيحة يمكن الاستعانة بهم في القتال ضد المتطرفين.
هذا هو السيناريو المثالي الذي أتمنى أن يحدث.
ما ينطبق على الشبيحة ينطبق أيضا على مؤيدي ذيل الكلب المدنيين (مثلا فارس الشهابي وغيره). هؤلاء كلهم يجب أن ينشقوا عن ذيل الكلب ويؤيدوا الحكومة الجديدة التي آمل أنها ستتأسس قريبا.
إذا كان بعض مؤيدي ذيل الكلب المدنيين متهمين بجرائم فيمكن للمحاكم أن تنظر بذلك، وأما الأعمال الانتقامية العشوائية فهي ستكون ممنوعة ولا أظن أن حكومة سوريا الديمقراطية ستسمح بها.
البعض قد يرون في هذا الكلام طروحات مثالية. أنا أعترف بأن هذا الكلام صعب التحقيق، ولكنه ليس مستحيلا. المهم هو أن تسارع قوات سوريا الديمقراطية إلى تأسيس حكومة قوية وذات مصداقية. لا يمكن إدارة المناطق المحررة عبر ميليشيات متناثرة. لا بد من وجود حكومة مركزية وجيش موحد وأجهزة أمن موحدة.
آلية تأسيس الحكومة يمكن أن تكون مثلا كما يلي:
-يتم عقد مؤتمر تأسيسي في المناطق المحررة يشارك فيه ممثلون عن كل المحافظات السورية، وهذا المؤتمر التأسيسي يقر دستورا مؤقتا. الدستور المؤقت يجب أن يكون وجيزا وألا يتطرق للكثير من التفاصيل (لإرضاء الأكراد يمكن أن ينص الدستور على منح الحكم الذاتي للمحافظات التي يرغب سكانها بذلك).
-على أساس الدستور المؤقت يتم تشكيل حكومة مؤقتة (بالنسبة لمنصب رئيس الجمهورية فأتمنى جعله منصبا شرفيا دون راتب ودون حراسات أو مرافقات. من يريد أن يشغل هذا المنصب فليصرف على نفسه وليحرس نفسه بنفسه. أتمنى أيضا تهميش هذا المنصب إعلاميا والاستخفاف به وعدم احترامه، والأفضل من كل شيء هو إلغاء المنصب تماما. لا أدري لماذا يصر بعض السوريين على التقليد الأعمى للدول الأخرى وإبقاء منصب رئيس الجمهورية. هذا المنصب تاريخيا هو سبب كل مصائب السوريين بدءا من شكري القوتلي وانتهاء بذيل الكلب. الأذى الذي سببه هذا المنصب للسوريين يفوق بكثير أذى الاستعمار والصهيونية. لو كان السوريون عقلاء فهم يجب أن يلغوا هذا المنصب القذر وأن يجعلوا من يوم إلغائه عيدا وطنيا).
عند تأسيس الحكومة سوف تتعرض للكثير من الهجوم وسوف توصم بأنها مشروع انفصالي. هذه الاتهامات ستكون بلا أهمية، لأنها ستكون صادرة أساسا من ذيل الكلب ومن المتطرفين الذين سيرون في الحكومة تهديدا وجوديا لهم.