مقال كوردوفوبي لـ”كاتب صحافيّ ومحلّل سياسيّ وباحث في التّاريخ”.
لن أعلق على تفاصيل مقاله، ولكن لاحظوا أنه لا يميز مطلقا بين اليمين الكردي في العراق واليسار الكردي في سورية وتركيا، مع العلم أن التيارين حاليا هما في تنافر تام (إذا أردنا الحديث بصراحة فيجب أن نقول أن اليمين الكردي المتمثل في برزاني هو حالة تآمر وليس مجرد تنافر).
هذا الدعي يأخذ تصريحات ومواقف برزانية وينسبها لأكراد سورية. هو بذلك يسيء لموقف أكراد سورية ويشوهه تشويها كاملا.
لماذا يفعل ذلك؟ هناك سببان محتملان: الجهل أو التجاهل.
لا أدري كيف يمكن لـ”كاتب صحافيّ ومحلّل سياسيّ وباحث في التّاريخ” أن يكون جاهلا بأبسط الأمور المتعلقة بالأكراد. معلوماته عن الأكراد هي أقل من معلومات الكردي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب. هل هناك إنسان كردي لا يعرف الخلاف بين برزاني والأوجلانيين؟ هذا الكاتب والمحلل والباحث لا يعرف شيئا عن هذا الخلاف، أو هو يدعي أنه لا يعرف.
أكراد سورية لديهم وكالة أنباء ولديهم قناة تلفزيونية تشرح مواقفهم. أيضا الإعلام الغربي لا يقصر في شرح مواقفهم. لا أدري في أي كهف يعيش هذا الرجل وأمثاله.
هو على الأغلب لا يعيش في كهف، ولكنه يضع عقله في كهف. هو يتعمد أن يخلط الحابل بالنابل وعباس بدباس.
هذا كلام لصالح مسلم يوضح فيه نظرته للقضية الكردية. الكلام الذي يقوله هو ليس نفاقا على طريقة الائتلاف الوطني السوري. ما يقوله صالح مسلم هو إديولوجية معلمه عبد الله أوجلان.
إديولوجية عبد الله أوجلان لا تشبه في شيء سياسة برزاني. أنا شرحت مليون مرة الفروقات بين الجانبين، ولكنني سأذكر مجددا بعض النقاط السريعة:
-برزاني يصر على الانفصال وتأسيس دولة كردية مستقلة. جماعة أوجلان لا يريدون الانفصال ويرفضون مبدأ الدولة القومية.
-أنصار برزاني في سورية يطالبون بتأسيس إقليم كردي بحت على أساس القومية الكردية. جماعة أوجلان يرفضون ذلك. الإقليم الذي أسسوه في سورية هو ليس كرديا ولكنه متعدد الإثنيات.
-أنصار برزاني يرفضون أي قتال خارج المناطق الكردية. جماعة أوجلان هم مستعدون للقتال في كل أنحاء سورية.
-المطلب السياسي الأهم بالنسبة لأنصار برزاني هو ذكر الأكراد في الدستور كقومية مستقلة، لأن هذا يمهد لانفصالهم. أنصار أوجلان يركزون أكثر على قضية الحكم الذاتي.
الراصد العربي 