معركة خلصة هي ستالينغراد الحرب السورية؟

المعركة التي تدور في قرية خلصة قد تكون المعركة الفاصلة في الحرب السورية.

كما تعلمون فإن التدخل الروسي في سورية حصل بينما كان ذيل الكلب يتراجع أمام جيش الفتح.

جيش الفتح طرد ذيل الكلب من محافظة إدلب بكاملها وهزمه هزيمة منكرة في قاعدة أبو الضهور. بعد ذلك أدخل جيش الفتح نفسه في معركة عبثية ضد علويي الساحل وسهل الغاب. هذه المعركة سمحت لذيل الكلب بالتقاط أنفاسه. ولكن جيش الفتح أوقف المعركة ضد العلويين وتقدم باتجاه مدينة حماة.

آنذاك أنا ناقشت إمكانية أن يصل جيش الفتح إلى الرستن المحاصرة، وأن تتجدد الثورة في محافظة حمص التي أوحى ذيل الكلب للعالم بأنها باتت في جيبه.

التدخل الروسي أوقف تقدم جيش الفتح وأنقذ ذيل الكلب من تلك السيناريوهات.

التدخل الروسي توقف على نحو مفاجئ. في تحليلي لذلك كتبت أن الروس لا يتوقعون أن تستمر انتصارات ذيل الكلب وإيران إلى الأبد. الروس فضلوا الانسحاب بماء وجههم بينما كان ذيل الكلب وإيران في ذروة انتصاراتهم.

تقديرات الروس كانت صحيحة. قبل أسابيع تمكن جيش الفتح من أخذ بلدتي العيس وخان طومان من ذيل الكلب وإيران. تلك كانت ضربة قاسية. بعد تلك الضربة يبدو أن ذيل الكلب والإيرانيين اشتكوا للروس وطلبوا منهم التدخل. الروس تجاوبوا مع شكاوى ذيل الكلب وإيران بإطلاق عاصفة كلامية غريبة: هم حملوا الأميركان مسؤولية هزائم ذيل الكلب وإيران جنوب حلب. أنا ناقشت ذلك الموقف الروسي في هذا المقال. كلام الروس كان غريبا لأن فحواه هي أن الروس كانوا يعلمون سلفا بأن جيش الفتح سيخوزق ذيل الكلب وإيران جنوب حلب، ولكن الروس على الرغم من ذلك لم يتدخلوا. حجة الروس هي أن الأميركان طلبوا منهم عدم التدخل! هذه طبعا حجة غير مقنعة. أنا كتبت أن الروس تجنبوا التدخل لأنهم لم يروا أن تدخلهم يمكن أن ينقذ ذيل الكلب وإيران (الروس كانوا يستطيعون ربما أن يحرقوا ريف حلب ويحولوه إلى رماد، ولكن ما هي الفائدة من ذلك؟ كيف سيحل هذا الأزمة السورية؟)

ذيل الكلب (على عادته) ركب رأسه وأصر على أن يخوض المواجهة لوحده. تفاهته وصلت إلى حد أنه لم يكتف بمعركة حلب ولكنه أعلن عن تجريد حملة عسكرية باتجاه مدينة الطبقة البعيدة والتي لا يملك فيها شيئا، مع العلم أن الحملة التي أعلنها قبل أسابيع قليلة ضد داعش في دير الزور انتهت بهزيمته أمام داعش. إذا كان ذيل الكلب هزم أمام داعش في دير الزور فأنى له أن يغلبها في عقر دارها في الرقة؟ هذا الكلام لا يقبله سوى المجانين (أحد المجانين الذين قبلوا هذا الكلام هو صاحب موقع “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي طبل وزمر لانتصارات ذيل الكلب في إسريا والرصافة وصورها أمام الإعلام الدولي وكأنها فتوحات، مع العلم أن المناطق المذكورة هي صحراء جرداء لا يسكنها أحد).

حملة ذيل الكلب على الرقة هي ليست سوى زعبرة إعلامية. بالنسبة للحملة على دير الزور فأنا لم أعد أسمع عنها شيئا وأظن أنها انتهت (الشيء الغريب هو أن ذيل الكلب ألقى منشورات على أهالي دير الزور طلب منهم فيها أن يغادروا المدينة بدعوى أنه يستعد لاقتحامها. إذا كان هناك في دير الزور من صدق منشوراته فهذا يعني أن ذيل الكلب تسبب في تشريدهم، وكأن ما فيهم لا يكفيهم).

المعركة الحقيقية التي يخوضها ذيل الكلب الآن هي معركة حلب. هو أراد من الروس أن يتدخلوا بـ”عاصفة سوخوي”. هو على ما يبدو يعتقد أن غاراته غير كافية ولهذا يريد من الروس أن يقوموا بـ”عاصفة سوخوي”. الروس لم يستجيبوا لما أراده. لهذا السبب جن جنونه وبدأ بحملة قصف عشوائية مدمرة على محافظة حلب. لا أدري تماما ما هو الهدف من هذه الحملة، ولكن هناك أكثر من تفسير محتمل:

-من الوارد أنها تعبير عن اليأس ومحاولة لإثبات الوجود (الشخص المتنمر لا يقبل بأن تفر منه ضحيته. إذا حاولت الضحية الفرار فهو يزيد العنف ضدها وقد يحاول قتلها. هذه المسائل يعرفها المختصون في الاختلالات النفسية).

-من الوارد أيضا أن ذيل الكلب أراد الضغط على المجتمع الدولي بهدف وقف تقدم جيش الفتح. هو أراد من الأميركان أن يضغطوا على تركيا لكي تضغط تركيا على جيش الفتح بهدف وقف المعارك جنوب حلب.

المجتمع الدولي لا يمكن أن يظل صامتا أمام القصف الجنوني لذيل الكلب على حلب. قبل يومين اضطر جون كيري لإطلاق تحذير صارم لروسيا وذيل الكلب. هذا التحذير لا يعبر عن تغير في السياسة الأميركية ولكن الأميركان مضطرون لأخذ مثل هذا الموقف نظرا لهول ما يقوم به ذيل الكلب.

الروس أعلنوا عن هدنة. هم ربما يأملون وقف تقدم جيش الفتح بدعوى الهدنة.

كل ما دار في حلب خلال الأسبوعين الماضيين كان بسبب المعارك الدائرة في ريف حلب الجنوبي. ذيل الكلب كثف القصف على حلب لأنه أراد من دول العالم أن تتدخل وتوقف جيش الفتح. الروس هاجوا وماجوا لنفس السبب.

ذيل الكلب أشعل جبهة الملاح على أمل تخفيف الضغط عن جبهة الجنوب، ولكن جهوده هذه لم تجد نفعا.

خطورة المعارك الدائرة جنوب حلب تمكن في أمرين أساسيين:

-الأمر الأول (البديهي) هو أن هزيمة ذيل الكلب في الريف الجنوبي تعني هزيمته في مدينة حلب.

-الأمر الثاني (الأعمق والأخطر) هو أن هزيمة ذيل الكلب أمام جيش الفتح في حلب تثبت بشكل قاطع أن ذيل الكلب لا يستطيع أن يربح الحرب العبثية التي يخوضها منذ سنوات.

ذيل الكلب زج في معركة حلب بكل إمكاناته العسكرية والسياسية. لا أظن أنه وفر سلاحا لم يستخدمه. المعركة تدور منذ حوالي أسبوعين واستخدمت فيها كل الأسلحة وشاركت فيها كل أصناف الميليشيات المؤيدة لذيل الكلب. ذيل الكلب أعلن مرات عديدة أنه انتصر في قرية خلصة، ولكن المعركة ما زالت مستمرة إلى الآن، ولا يبدو أن جيش الفتح سيوقف المعركة قبل هزيمة ذيل الكلب.

هذه المعركة ستكون بالفعل معركة فاصلة. ليس فقط لأنها ستعني بداية النهاية لذيل الكلب في حلب، ولكن لأنها ستعني بداية النهاية لذيل الكلب في كل سورية. هذه المعركة ستثبت عجز ذيل الكلب عن تحقيق الانتصار الذي ضلل به أتباعه طوال سنوات.

رأي واحد حول “معركة خلصة هي ستالينغراد الحرب السورية؟

  1. تلحس طيزي وكس امك على أختك
    يعني ياابن الشرموطة إذا أجوالروس فشو حيعملوا!!!
    حيقصفوا.,وأنت ياابن الشلكة عمتقول أنو نحن عمنقصف ونحرق.,فشو الفرق ياابن العاهرة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s