من الواضح أن هناك موجة نقد لآل سعود في أميركا، سواء عبر مقالات أم أفلام وثائقية أم غير ذلك.
أوباما (الرئيس الحالي) انتقد آل سعود، ودونالد ترامب (رئيس قادم محتمل) ينتقدهم.
هل يفهم آل سعود أبعاد هذا التغير الذي يحصل في المجتمع السياسي الأميركي؟
لا توجد مؤشرات حقيقية على أنهم يفهمون. هم يفترضون أن هذه موجة عابرة ستنتهي مع رحيل أوباما. لا أدري ما هو أساس هذه الفرضية، ولكنها فرضية خاطئة من أساسها لسبب وضحته في مقال سابق.
باختصار، العلاقة التحالفية بين أميركا وآل سعود هي من الأساس علاقة غير طبيعية بسبب البون الشاسع بين قيم آل سعود وبين القيم الأميركية. السبب الوحيد لهذه العلاقة تاريخيا هو أن الأميركان كانوا يرون فيها وسيلة لبسط هيمنتهم على الشرق الأوسط وحماية إسرائيل، ولكن الآن نحن نرى في أميركا نفورا من فكرة الهيمنة على الشرق الأوسط. الأميركان بدؤوا يقتنعون بشكل تدريجي أن دورهم التقليدي في الشرق الأوسط لم يكن دورا جيدا. هم بدؤوا يفهمون أن دورهم التقليدي في الشرق الأوسط تسبب في دمار العراقيين والسوريين والفلسطينيين وغيرهم وإرجاعهم إلى العصر الحجري. كيف يمكن لهذا الدور أن يكون دورا جيدا؟
الأميركان يرون الانهيار الحاصل في الشرق الأوسط. هم يرون داعش. كيف نشأت داعش؟ هي نشأت بسبب السياسة الأميركية التقليدية.
آل سعود جروا أميركا إلى تدمير العراق وسورية، فكانت النتيجة ظهور داعش.
آل سعود كانوا يريدون أن يجروا أميركا إلى تدمير إيران أيضا.
سياسات آل سعود هي ليست مدمرة للشرق الأوسط فحسب، وإنما هي مدمرة للعالم بأسره.
جذر هذه السياسات هو أن آل سعود لا يريدون أن يصلحوا نظامهم. هم يريدون من أميركا أن تدمر الشرق الأوسط بأسره لكي يتجنبوا إصلاح نظامهم.
الأميركان باتوا يفهمون كل شيء. عندما كنت أكتب هذا الكلام قبل سنوات كان البعض يرون فيه نظريات مؤامرة، ولكن الآن نحن نرى أن الأميركيين أنفسهم يكتبون نفس الكلام.
العالم تغير. لا أظن أن آل سعود سيتمكنون من إعادة التاريخ إلى الوراء.
التغير الذي حصل في أميركا هو تغير ثقافي. ثقافة الشعب الأميركي تغيرت. الأميركيون ضاقوا ذرعا بمغامرات آل سعود وأعمالهم العبثية.
الأميركيون لم يعودوا يرغبون في تدمير المزيد من الدول. الأميركيون يكرهون حرب آل سعود على اليمن لأنهم يرون أن هذه الحرب تدمر بلدا جديدا في الشرق الأوسط، ولأجل ماذا؟ السبب هو ذاته: الدفاع عن عرش عائلة آل سعود.
تدمير الدول بهدف تجنب الإصلاح السياسي في مملكة آل سعود هو جنون. هذه ليست سياسة. أنا لا أظن أن آل سعود سيتمكنون من جر الأميركان مجددا إلى هذا الجنون.
الهبة الحاصلة الآن في أميركا هي يقظة وصحوة. الغشاوة زالت عن أعين الشعب الأميركي. الشعب الأميركي رأى النور أخيرا.
آل سعود يريدون أن يعيدوا الغشاوة، ولكن هذا غير ممكن في أميركا.
بعض السياسيين الأميركيين قد يعدون آل سعود بوعود تعجبهم، ولكن الوعود هي مجرد وعود. أنا أتحدى آل سعود أن تقوم أميركا مجددا بتدمير أي بلد في الشرق الأوسط لأجلهم. هذه الحقبة انتهت.
حتى لو تدخلت أميركا في سورية مستقبلا فإن تدخلها لن يكون أبدا على شاكلة تدخلها في العراق. أميركا لن تتدخل في سورية لنصرة المعارضة السورية ضد ذيل الكلب ومؤيديه (هذا إن تدخلت أصلا).
ما سيحصل في سورية هو حل توافقي لا يعطي الغلبة لأية فئة من الفئات المتصارعة.
إيران تحلم باستعمار سورية، ولكن هذا الحلم هو مجرد سخافة. هو حلم خارج المكان والزمان.
حلم إيران في سورية هو أسخف حتى من أحلام آل سعود. آل سعود على علاتهم لديهم وعي بالسياسة الدولية أكثر من إيران. الإيرانيون لا يفهمون شيئا في السياسة الدولية ولا يفهمون العالم الذي نعيش فيه. هم يتصورون أننا نعيش في القرون الوسطى.
لكي تعرفوا جنون الإيرانيين انظروا إلى حربهم مع العراق. هم ظلوا يحاربون العراق لثمان سنوات وتسببوا في تدمير بلدهم لأجل حلم سخيف هو ضم العراق إلى إيران.
نفس الأمر يحصل في سورية. هم سيظلون يحاربون في سورية لسنوات لأجل حلم سخيف هو ضم سورية إلى إيران.
هم لم يتعلموا شيئا من تجربة حرب العراق. هم أغبياء بالفعل.
الراصد العربي 
ونحن العرب اغبياء كذلك يا هاني كان على نخبنا وقياداتنا ان يجنبونا هذا المنزلق الذي وصلنا اليه الآن ، ونحن مع الأسف شعوب لايوجد لديها ثقافة التسامح والتعايش والقبول بالاخر كل واحد بدوا كل شيئ آلو وغير مستعد ان يتنازل ويتشارك مع اخوه بالوطن هذه تربيه عشناها اجيال واجيال ويلزم لتغييرها كذلك وقت .
المهم جيلنا دفع الثمن كاملا من ارواحه واولاده وماله المهم يبقى ذيل الكلب 😊😊😊