غسان الإمام يروي قصة جميلة عن جورج طرابيشي

مقال للكاتب غسان الإمام يروي فيه قصة جميلة عن جورج طرابيشي الذي توفي مؤخرا:

رأيت جورج طرابيشي مع مجموعة من الشباب، وهم يشتبكون بالأيدي مع تظاهرة صغيرة أمام مبنى البلدية في دمشق، ضمت شيوعيين. وأكرادًا. و«إخوانًا» جمعهم العداء لمصر. ولجمال عبد الناصر. وللوحدة العربية. وكانت دمشق في ذلك اليوم من خريف سبتمبر (أيلول) 1961، تعيش على إيقاع البلاغات الانقلابية المتناقضة. بلاغ مع الوحدة. وبلاغ ضدها. أخيرًا، غلب الانفصال أول وحدة قومية في تاريخ العرب الحديث. ولم أعد أرى زميلنا الشاب الحلبي الجديد جورج في صحيفة «الوحدة». وغاب الوحدويون. ثم انتصب تمثال لحافظ الأسد من الحجر البركاني الأشهب، فكان رمزًا للانفصال، في الساحة التي جرى فيها الاشتباك.

جورج طرابيشي اشتبك بالأيدي مع مجموعة من الانفصاليين في دمشق.

هذا المقال يحوي مفاجأة بالمناسبة لي. غسان الإمام يصف الانفصال في عام 1961 بأنه كان كارثة قومية.

كنت أتصور أن غسان الإمام سيدافع عن الانفصال وسيبرره، لأن قراءتي لبعض مقالاته ولدت لدي انطباعا بأنه قومي دمشقي متعصب.

ولكنه في هذا المقال يعتبر الانفصال في عام 1961 سببا لكل الكوارث التي حصلت بعد ذلك (هو على ما يبدو يعتبر الفدرالية الكردية التي أعلنت مؤخرا من نتائج الانفصال 1961. هو في الحقيقة مصيب في هذا الربط. كل الكوارث التي نعيشها اليوم بدأت مع الانفصال في عام 1961، بل هي في الحقيقة بدأت في أربعينات القرن العشرين عندما حافظ حكام سورية على حدود سايكس-بيكو ومنعوا إزالتها).

أنا سعيد لأن هناك كاتبا سوريا معارضا لعائلة الأسد يقول هذا الكلام (آمل أن يكون غسان الإمام دمشقيا حتى تكون سعادتي أكبر).

المصيبة التي نعيشها اليوم هي أن معارضة عائلة الأسد باتت مرتبطة بالفكر الانفصالي. معظم من يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية يطبلون ويزمرون للانفصال والتقسيم والطائفية، وهم جعلوا من علم الانفصال في عام 1961 رمزا لما يسمونه بالثورة السورية (أنا لا أفهم ما هي هذه الثورة التي جعلت من علم الانفصال رمزا لها).

من يدافع عن التقسيم الذي حصل في عام 1961 يجب أن يسكت وألا يعترض على التقسيم الذي يجري الآن في سورية. طالما أنك رضيت بالتقسيم في أوله فيجب أن ترضى به في آخره أيضا.

تقسيم سورية بدأ في عام 1945 عندما تهرب شكري القوتلي من الوحدة العربية واختار أن ينضم لما يسمى بجامعة الدول العربية. في ذلك العام رسم مصير سورية الأسود لمائة عام قادمة.

رأي واحد حول “غسان الإمام يروي قصة جميلة عن جورج طرابيشي

  1. http://www.odabasham.net/%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/67470-%D9%85-67470
    تعقيب على مقالات غسان الامام من وجهة اخوانية ،
    بالمناسبة غسان الامام كان محسوبا عالناصريين قبل خلافه مع الاسد واستقطابهمن الجرائد الصادرة بلندن في بداية السبعينات متل اللوزي صاحب الحوادث وكولييت خوري وغيرهم

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s