ما حصل مؤخرا في مدينة رميلان هو نقلة نوعية في القضية الكردية السورية.
ما أعلن عنه الأكراد بالضبط هو “اتحاد فدرالي بين شمال سورية وغرب كردستان” (بالكردية: Federasyona Bakurê Sûriyê – Rojava).
هم ميزوا بين شمال سورية وبين غرب كردستان. حسب هذا التقسيم الجديد فإن المناطق الكردية هي ليست من شمال سورية وإنما من غرب كردستان.
هذا تطور جديد لم يكن موجودا من قبل في أدبيات حزب PYD. الإدارة الذاتية لم تكن تسمي نفسها رسميا باسم غرب كردستان، وهي لم تكن تعتبر نفسها منطقة كردية وإنما متعددة الإثنيات.
لماذا تدهور الوضع في شمال سورية على هذا النحو؟
جماعة الائتلاف يكتفون بالتهجم على الأكراد وشتمهم، وبالتهجم على القوى الكبرى واتهامها بالتآمر. ولكن بعيدا عن هذه الترهات، يجب على كل سوري وعربي أن يفهم تماما ما الذي حصل.
حزب PYD كان راغبا بالتفاهم مع الائتلاف، ولكن الائتلاف ناصب هذا الحزب العداء منذ البداية ودون أي مبرر. عندما كان الأكراد يخوضون معارك طاحنة مع داعش كان الائتلاف يصدر بيانات يتهجم فيها على الأكراد ويتهمهم بالتطهير العرقي دون أن يتطرق بحرف واحد لداعش. لاحقا أصر جماعة الائتلاف على رفض إشراك الأكراد في محادثات جنيف. ناهيك عن حملات التحريض الإعلامي المكثفة ضد حزب PYD واتهامه بشتى صنوف التهم الخطيرة (بدءا من العمالة لذيل الكلب وانتهاء بالتطهير العرقي ضد العرب).
الائتلاف الوطني السوري يتحمل مسؤولية ما حصل مؤخرا في رميلان بنسبة 100%. هذه حقيقة يجب أن يفهمها كل سوري وكل عربي. شتم الأكراد والأميركان والروس لن يغير شيئا ولن يحل شيئا ولن يوقف تدهور الأوضاع. هذا مجرد محاربة للطواحين. من يريد بالفعل أن يحد من الخسائر ويوقف تدهور الأوضاع يجب أن يعالج المشكلة الحقيقية، التي هي الائتلاف وسياسته المعادية للكرد.
هل آل سعود هم راضون عما حصل مؤخرا في رميلان؟ إذا كانوا غير راضين فلماذا لا يقومون بتحرك جدي لرأب الصدع مع الأكراد؟
ما هي أهمية التنسيق مع تركيا في سورية؟ ما هي الفائدة التي حققها هذا التنسيق؟
تركيا لا تفعل أي شيء يضر بشار الأسد وإيران. الشيء الوحيد الذي تفعله تركيا هو تقسيم سورية ونشر الإرهاب فيها.
يجب على العرب عموما وآل سعود خصوصا أن يتوقفوا عن التنسيق مع تركيا بشأن سورية. تركيا هي التي تقسم سورية. ليس صحيحا أن الروس أو الأميركان يقسمون سورية. من يقوم بتقسيم سورية هو تركيا والائتلاف التابع لها.
يجب على آل سعود أن يشكلوا جسما جديدا للمعارضة السورية يكون معتدلا بشكل حقيقي، والأولوية لهذا الجسم الجديد يجب أن تكون المصالحة مع الأكراد والتحالف معهم.
أفضل صلة بين آل سعود والأكراد هي محافظة دير الزور. إذا تمكن آل سعود من السيطرة على محافظة دير الزور فهذا سيمنحهم إمكانية التأثير على الأكراد والتعاون معهم.
الأكراد هم محاصرون من كل الجهات وهم سيفرحون إذا كانت لهم حدود مع جهة لا تعتبرهم أعداء.
أفضل ما يمكن تحقيقه الآن هو إقناع الأكراد بالعودة مجددا إلى صيغة تشبه الإدارة الذاتية، أي صيغة حكم لامركزي غير قائم على الإثنية.
خونة أنجاس