أردوغان يجنس السوريين

أردوغان سيمنح الجنسية التركية للسوريين:

هذا القرار ليس غريبا. من مصلحة أردوغان أن يكون لديه مواطنون ناطقون بالعربية. هو سيستفيد منهم لكسر الحاجز الثقافي مع الدول العربية.

بعد الحرب العالمية الأولى حصل فرز إثني في السلطنة العثمانية: معظم الأتراك هاجروا من سورية إلى الأناضول، ومعظم العرب هاجروا من الأناضول إلى سورية (حصل أيضا تبادل سكاني مماثل بين تركيا واليونان). رغم هذا التبادل السكاني بقي بعض العرب في تركيا، خاصة في المناطق المجاورة لسورية (مثلا في ماردين، ولواء الإسكندرون، وفي أضنة ومرسين). ولكن سياسات التتريك أنهت عمليا اللغة العربية في تلك المناطق.

تتريك تركيا عزلها ثقافيا عن العالم العربي. لعل أردوغان يفكر الآن في كسر هذا الحاجز الثقافي عبر تجنيس عدد كبير من العرب. من الواضح أنه لا يفكر في تركيا كدولة تركية خالصة. هو يفكر فيها كما لو أنها السلطنة العثمانية متعددة الإثنيات.

ولكن السؤال هو: إذا كان أردوغان مهتما بمد نفوذه في العالم العربي فلماذا امتنع عن التدخل (الإيجابي) في سورية؟ لماذا رعى الإرهاب في سورية؟ لماذا أثار الفتن العرقية والدينية في سورية؟ لماذا تسبب في تقسيم سورية؟

هل ما فعله أردوغان في سورية يتناسب مع رغبته في مد نفوذه إلى هذا البلد؟

أردوغان هو شخصية غريبة وصعبة الفهم. هو كان يستطيع بسهولة أن يسيطر على شمال سورية. إيران انسحبت من شمال سورية في عام 2012 وقررت التحصن في دمشق. آنذاك كان يمكن لأردوغان أن يشكل حكومة وجيشا في شمال سورية (مثلا كما فعل آل سعود في اليمن)، ولكن أردوغان امتنع عن ذلك. هو فضل أن يدعم داعش والقاعدة.

هو قال لنفسه: لو أسسنا حكومة تابعة لنا في سورية فإن هذه الحكومة ما كانت ستستطيع أن تحارب الأكراد بسبب الضغوط الدولية.

همه الوحيد هو النيل من الأكراد. هذا هو كل ما يشغل تفكيره.

ولكن سياسته ضد الأكراد هي غير مجدية. هذه السياسة توصل سورية إلى التقسيم.

هو أحمق ولا يفهم ما الذي يفعله.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s