من المحتمل أن أصل هذه الأغنية يعود للعصر الحمداني:
لهجة الأغنية بشكل عام هي ليست حلبية أو سورية. أصل هذه اللهجة يعود ربما إلى بلاد ما بين النهرين.
في الأغنية ترد عبارة “يا رايحين لحلب حبي معاكم راح”. لماذا ذكر المغني الأصلي حلب في أغنيته طالما أنه لم يكن حلبيا ولا حتى سوريا؟
هذا يذكرنا بالشعراء العراقيين الذين ذكروا حلب في أشعارهم. هم ذكروها لأنها كانت مقر سيف الدولة.
أنا أتخيل أن أول من غنى هذه الأغنية كان مغنيا عراقيا قدم إلى حلب في زمن الحمدانيين. هو ذكر حلب في كلمات الأغنية لأنه أراد أن ينال رضا سيف الدولة والجمهور الحلبي، تماما كما كان يفعل الشعراء العراقيون الذين كانوا يقدمون إلى حلب آنذاك.
ليس من الضروري أن هذه الأغنية وصلت إلى حلب في العصر الحمداني. من الممكن أنها وصلت بعد ذلك. ولكن بغض النظر عن زمن وصولها إلى حلب فإن زمن تأليفها هو ربما العصر الحمداني، لأن هذا يبرر ذكر حلب في الكلمات.
هذه الأغنية قد تكون معروفة في مدن سورية أخرى، ومن الممكن أن أهل تلك المدن سيزعمون أن الأغنية هي من اختراعهم (وبعضهم حتى قد يفبركون قصصا تاريخية حول أصلها)، ولكن بما أن الكلمات الأصلية للأغنية هي ليست سورية فهذا يرجح أن الأغنية هي ليست سورية الأصل. الأغنية وصلت إلى بقية المدن السورية من حلب. من الوارد أن نفس هذا السيناريو حصل مع العديد من الأغاني التراثية الأخرى. بما أن حلب تاريخيا كانت مركزا للغناء فلا بد أنها صدرت الكثير من الأغاني إلى المدن السورية.
احتراماتي لشخصكم الكريم
شكرا لك على الإنارة دكتور محمد.