الكلام التالي مأخوذ من صفحة في ويكيبيديا العربية :

عرف عن أهل حلب وسكانها زمان بعد زمان اهتمامهم بالموسيقى وفنونها فمنذ القدم كان لمدينة حلب شأن كبير بفنون الموسيقى […] وقد كان أهم كتاب في الغناء لمدينة حلب نصيب كبير منه وقدم إلى أميرها سيف الدولة وهو كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، كما أنجز الفيلسوف الفارابي كتابة الموسيقي الكبير في مدينة حلب، وعرف الكثير من الموسيقيين من الأساتذة الكبار في حلب وخرجت من حلب ألوان الموسيقى العربية.

هذا الكلام يوصلنا إلى نظرية منطقية حول أصل القدود الحلبية: من الوارد جدا أن أصل هذه القدود يعود إلى عصر الدولة الحمدانية.

الدولة الحمدانية نشأت في بلاد ما بين النهرين (تحديدا في الموصل) ثم تمددت نحو حلب. مدينة حلب أصبحت عاصمة الدولة.

هذه الدولة عرفت بازدهارها الثقافي وبرعاية حكامها للفنون والآداب. لهذا السبب نجد أن كثيرا من شعراء ما بين النهرين امتدحوا هؤلاء الحكام وأشادوا بعاصمتهم حلب.

يقول المتنبي:

كُلَّما رَحَّبَت بِنا الرَوضُ قُلنا … حَلَبٌ قَصدُنا وَأَنتِ السَبيلُ
فيكِ مَرعى جِيادِنا وَالمَطايا … وَإِلَيها وَجيفُنا وَالذَميلُ
وَالمُسَمَّونَ بِالأَميرِ كَثيرٌ … وَالأَميرُ الَّذي بِها المَأمولُ

يقول أبو فراس الحمداني:

سقى ثرى حلبٍ ما دُمتَ ساكنها … يا بدرُ، غيثانِ منهلُّ ومنبجسُ
أسِيرُ عَنهَا وَقَلبي في المُقَامِ بِهَا … كأنّ مُهرِي لِثُقلِ السّيرِ مُحتَبَسُ

يقول البحتري (قويق هو اسم نهر مدينة حلب):

يا بَرْقِ أَسْفَرَ عَنْ قُوَيْقَ فَطُرَّتْي … حَلَبٍ فَأعْلَى القَصْرِ مِنْ بِطْياسِ
عَنْ مَنْبَتِ الوَرْدِ المُعَصْفَرِ صِبْغُهُ … فِي كُلِّ ضَاحِيَةٍ وَمَجْنَى الآسِ
أَرْضٌ إِذا استَوْحَشْتُ ثُمَّ أَتَيْتُها … حَشَدَتْ عَليَّ فَأَكْثَرَتْ إِيناسي

المتنبي وأبو فراس هما عراقيان (المتنبي ولد في الكوفة، وأبو فراس ولد ربما في بغداد). البحتري ولد في مدينة منبج في شمال سورية ولكنه عاش معظم حياته في بغداد. هؤلاء شعراء عراقيون ولكنهم امتدحوا حلب في شعرهم. السبب هو أن حلب كانت عاصمة الدولة الحمدانية المزدهرة.

اسم مدينة حلب يرد مرارا في القدود الحلبية، ولكن ليس بوصفها موطن المغني. المغني على الأغلب هو عراقي، ولكنه يذكر حلب في أغنيته لأنها في زمانه كانت عاصمة الدولة الحمدانية.

من المنطقي جدا أن أصل القدود الحلبية يعود للعصر الحمداني. أيضا كتاب ألف ليلة وليلة يعود ربما لذلك العصر.