هذه بنود الاتفاق بين آل سعود والحوثيين حسب مجتهد.
الحوثي ما كان ليدخل في تسوية مع آل سعود لولا أنه تمرد على إيران.
قبل أيام قليلة عقد الحوثي مؤتمرا في اليمن باسم “الوفاء لسيد الوفاء”. المؤتمر يهدف لرد الجميل لحسن نصر الله. لعل الحوثيين أرادوا من عقد هذا المؤتمر أن يقولوا لحسن نصر الله أنهم ردوا له جميله وأنهم ليسوا مضطرين لأخذ توجيهاته فيما يتعلق بقضية التسوية مع آل سعود.
ظاهريا الاتفاق في اليمن هو تنازل من آل سعود، لأن مطالب آل سعود السابقة كانت ذات سقف عال جدا. هم كانوا يطالبون الحوثي بالاستسلام الكامل دون قيد أو شرط وأن يسلم سلاحه.
ولكن هل تلك المطالب كانت جدية؟ من المستحيل تحقيق أية تسوية سياسية في اليمن على أساس تلك المطالب.
تلك المطالب تشبه مطالب المعارضة السورية في الطور السلمي من الثورة السورية. آنذاك كانت المعارضة السورية تطالب بشار الأسد بأن يترك السلطة ويسلمها للمعارضة دون قيد أو شرط.
عندما تطالب خصمك بالاستسلام الكامل دون قيد أو شرط فأنت بذلك تقفل باب التسوية السياسية.
موقف آل سعود السابق كان يقفل الباب أمام تسوية سياسية في اليمن، وأنا أشك في جدية ذلك الموقف. ذلك الموقف كان مجرد مناورة سياسية. آل سعود رفعوا السقف لكي يجبروا الحوثي على التنازل.
آل سعود كانوا منذ البداية يريدون تسوية في اليمن. هم ضغطوا على علي صالح وأخرجوه من السلطة (رغم أنه تاريخيا حليف لهم)، وبعد ذلك رعوا عملية سياسية تشاركية. من أفسد العملية السياسية هو الحوثي الذي نفذ انقلابا بتحريض من إيران.
الحوثي الآن يعود مجددا إلى منطق التسوية والمشاركة السياسية، الذي هو منطق آل سعود وليس منطق إيران. التنازل الحقيقي يحصل من الحوثي وليس من آل سعود.
لعل الحوثي اقتنع بأنه أخطأ عندما حاول حكم اليمن بالقوة. لو كان هذا صحيحا فهو يدل على أنه يملك حكمة لم يملكها المالكي في العراق وذيل الكلب في سورية. هذا يذكرنا بمقولة “الحكمة يمانية”.
من المحتمل أيضا أن تراجع الحوثي يعود لصعوبة موقفه. اليمن هو محاصر تماما من آل سعود وإيران لا تستطيع أن ترسل إمدادات إلى هناك. هذا يختلف عن الوضع في العراق وسورية. لو تمكنت إيران من إرسال السلاح والميليشيات إلى اليمن لكان الحوثي ربما استمر في الحرب إلى ما لا نهاية.