الأتراك يرفضون وقف إطلاق النار بدعوى أنه يمهد لتأسيس دويلة علوية في الساحل السوري.
من يسمع هذا الكلام يظن أن حلفاء أردوغان يسيطرون على كل سورية ما عدا الدويلة العلوية التي يتحدث عنها.
تحذير الأتراك من قيام دويلة علوية هو مجرد كذب وتضليل وخداع. السبب الحقيقي الذي يجعلهم يرفضون وقف إطلاق النار هو أن هذا الأمر يزيد الضغط على داعش والنصرة، لأن هذين الفصيلين هما مستثنينان من الهدنة.
لا يوجد تفسير آخر للموقف التركي. هناك في الحقيقة تطابق كامل في النظرة بين الأتراك وبين أبو محمد الجولاني. هؤلاء يرفضون الهدنة ويرفضون تأسيس حكومة في سورية، لأن هذه الإجراءات من شأنها إضعاف الجهاديين.
أردوغان يعتبر الجهاديين حلفاءه في سورية. هو يعول عليهم لمحاربة الأكراد والعلويين. هذه هي سياسته في سورية باختصار.
هو لا يفكر في إنهاء الحرب ولا في تأسيس دولة. كلامه عن إسقاط الأسد هو مجرد شعار إعلامي. هو لم يقم بأي إجراء جدي لإسقاط الأسد. كل ما يشغل باله هو استهداف الأكراد والعلويين بالعمليات الإرهابية.
هناك تطابق كامل في النظرة بينه وبين الجهاديين. هذه هي الحقيقة للأسف. هي باتت مكشوفة أمام العالم بأسره ولم يعد أحد يجهلها.
لهذا السبب الأميركان يريدون طرده من سورية. هو يستحق بالفعل أن يطرد من سورية. هو لا يتصرف كزعيم دولة وإنما كزعيم جماعة جهادية.
هو لم يقم بأي شيء حقيقي ضد الأسد. إنجازاته في سورية تمثلت في دعم داعش ضد الأكراد، ودعم جبهة النصرة ضد القرى الشيعية، ودعم “غزوات الساحل”.
هو ليس في حرب مع الأسد وإنما في حرب مع الأكراد والشيعة والعلويين.