بشار الأسد يستعد لتسويق نفسه كعلماني:
أكد مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون «إن العلمانية في سورية لم تكن ضد الدين وإنما خادمة له فلا الدين يفرض على القانون ولا القانون يفرض على الدين وهذا ما سترونه بعد ستة أشهر في الدستور الجديد»، وذلك بحسب وكالة الشرق الأوسط المصرية.
واعتبر حسون في لقاء ديني موسع ضم عدداً من الدعاة والداعيات والأئمة والخطباء، أن المطالبات الغربية بانتخابات حرة واستفتاء تحت رعاية الأمم المتحدة «تشعل نار الفتنة بين السوريين».
وتتوافق تصريحات حسون مع تأكيد الرئيس بشار الأسد في 22 الجاري لمحطة «فينيكس» الصينية، أن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للسوريين هو أن يكون الدستور والنظام بمجمله والبلاد بشكل عام علمانية.
هو التقط هذه الفكرة من بيان فيينا الذي نص على أن سورية هي دولة علمانية.
هذه أصلا فكرة روسية وليست فكرة بشار الأسد. بشار الأسد كان يجهد لتسويق نفسه كحام للمسيحيين من المسلمين، ولكن هذه الفكرة لم تقنع أحدا، لأن كل الناس تعلم أن المسلمين في سورية هم الغالبية العظمى من السكان. عندما كان بشار الأسد يسوق نفسه كجهة قادرة على التصدي للمسلمين هو في الحقيقة كان يساهم في تقويض صورته فوق ما هي مقوضة أصلا، لأنه كان يرسخ الانطباع القائل بأنه مجرد زعيم لعصابة أقلوية. هو لم يكن يفهم ذلك لأنه بهيم وغبي.
طبعا حماية المسيحيين هي ليست شعارا خاصا ببشار الأسد. كل السوريين (بما في ذلك حتى عتاة المتطرفين من أمثال داعش) يقولون أنهم يريدون حماية المسيحيين ولا يستهدفونهم. بالتالي الحديث عن حماية المسيحيين هو بحد ذاته ليس ميزة لبشار الأسد (بشار الأسد لم يكن يقصد حماية المسيحيين بالمعنى الحرفي للكلمة. عندما كان يتحدث عن حماية المسيحيين هو كان يقصد المجازر والتطهير العرقي الذي قام به).
الروس حاولوا تسويق بشار الأسد بالاعتماد على كلمة العلمانية. هذه الكلمة لها طبعا تأثير أفضل من كلمة “حماية المسيحيين من المسلمين”. بشار الأسد التقط أخيرا كلمة العلمانية وهو الآن ينوي تسويق نفسه على أساسها.
كلمة العلمانية ستكون ميزة لبشار الأسد دون غيره، لأن هذه الكلمة هي مرفوضة من معظم المسلمين في سورية (لأسباب موروثة تعود إلى العصر العثماني. في أواخر العصر العثماني كلمة “علماني” كانت سبة تحمل نفس معنى كلمة “كافر”).
بشار الأسد تاريخيا لم يكن يستخدم كلمة العلمانية بشكل رسمي، ولكن هذه الكلمة كانت تستخدم بشكل غير رسمي في أوساط نظامه ومؤيديه وداعميه. نظام عائلة الأسد لم يكن علمانيا ولكنه كان نظاما طوائفيا على غرار النظام اللبناني. هذا النظام كان يتباهى داخليا بحماية العلويين وخارجيا بحماية المسيحيين، وهو حاول تبرير المجازر الأخيرة في سورية بهذه الطريقة.
لا شك أن كلمة العلمانية ستجذب بعض السطحيين في الغرب. هؤلاء أصلا يريدون سببا يجذبهم لبشار الأسد، وكلمة العلمانية ستكون هذا السبب بالنسبة لبعضهم. المشكلة في الغرب حاليا هي أن كثيرين ينظرون بسلبية إلى المعارضة السورية وتركيا وآل سعود. في بداية الثورة السورية كانت هناك أكاذيب كثيرة حول هذه الثورة (الإعلام الخليجي صور الثورة على أنها ثورة برجوازية تطالب بالديمقراطية على غرار الثورة التونسية). لاحقا تبين لكثير من الغربيين حقيقة الثورة وأنها لم تكن بالفعل كما صورت في الإعلام. بسبب ذلك نشأت ردة فعل عكسية. كثير من الغربيين باتوا يشمئزون من المعارضة السورية وداعميها. روسيا الآن تحاول أن تجتذب هؤلاء عبر طرح الشعارات البراقة من قبيل العلمانية.
لو فرضنا أن تطبيق العلمانية هو ممكن في سورية فإن من سيطبقها لن يكون جزارا متورطا في إبادة وتهجير ملايين الناس. هذا الكلام هو مجرد هراء يستهدف ضعاف العقول والنفوس.
سورية قد تصبح دولة علمانية بعد 100 سنة من الآن، ولكن الحديث عن العلمانية في هذا الوقت هو مجرد شعار تسويقي جديد. هذا التسويق يستهدف الغرب وليس المجتمعات الإسلامية. في المجتمعات الإسلامية كلمة “العلمانية” لا تنفع للتسويق.
لا لم يلتقط شيئا. العلمنة هي أجندة بدأنا بتنفيذها منذ آلاف السنين و نسميها نحن النظام العالمي الجديد
New world order
أو نظام الإله الجديد
شاهد سلسلة المعارف القديمة لتفهم المزيد