دمشق عاصمة لسورية… بالخداع

أنا أستعد لكتابة بحث حول تاريخ حلب وقضية العاصمة في سورية.

ولكنني الآن أريد أن أشارك القراء باقتباس مهم.

أنا تحدثت سابقا في هذه المدونة عن بداية الكيان السوري. بداية الكيان السوري كانت في عام 1922 عندما تم تأسيس ما يسمى بالاتحاد السوري.

عاصمة الاتحاد السوري عند تأسيسه كانت حلب، ولكن العاصمة تغيرت بعد ذلك إلى دمشق.

هذه المسألة كانت دائما تثير حيرتي. كيف قبل الحلبيون بأن تكون دمشق عاصمة عليهم؟

لقد عثرت على الجواب في كتاب “سوريا والانتداب الفرنسي” لفيليب خوري. هذا الكتاب هو مترجم إلى اللغة العربية (مؤسسة الأبحاث العربية). الكلام التالي هو منقول من الصفحة 162 في النسخة المترجمة:

لم يكن الكثيرون من التجار وملاك الأراضي الحلبيين […] يريدون أن ينضموا إلى الاتحاد، مفضلين أن تظل حلب مستقلة بذاتها تحت حكم معتمد المندوبية العليا. وقد دفعهم إلى المشاركة اختيار حلب كأول مقر للمجلس الاتحادي. لكن عندما قرر المندوب السامي نقل المجلس بصورة دائمة إلى دمشق في نيسان 1923 شعر الحلبيون أنهم خدعوا وأنه تمت التضحية بمصالح مدينتهم. وادعوا أن حلب أكثر حيوية لتطور سورية من دمشق، وهو ادعاء لا يفتقر إلى أساس [أي أنه صحيح حسب رأي المؤلف، وهو حتما صحيح كما سأبين لاحقا في الدراسة التي سأكتبها – هاني] وأن العائدات من ميزانية المدينة، المتوازنة عادة [أي أنها خالية من العجز – هاني] ستستعمل في تقليص العجز في ميزانية دولة دمشق وفي مساعدة بلاد العلويين البالغة التخلف.

إن توحيد عدد من خدمات الدولة […] في إطار مديريات يشرف المستشارون الفرنسيون عليها لم يتلاءم مع مصلحة حلب. فعلى سبيل المثال، كان على حلب أن تقدم الأموال للجامعة السورية في دمشق التي تبعد مئات الكيلومترات عنها. لقد كان باستطاعة شبان دمشق دراسة القانون أو الطب فيها بيسر، في حين كان شبان حلب الأكفياء غالبا ما يحرمون من هذه الفرصة بسبب تكاليف السفر والسكن. كما اشتكى الحلبيون من أن اختيار دمشق مركزا دائما للمجلس الاتحادي كان يعني منح الدمشقيين معظم المناصب البيروقراطية وأفضلها. كما كان مستخدمو الحكومة يحصلون في دمشق على رواتب أعلى مما يُحصل عليه في حلب.

الحلبيون لم يختاروا أن تكون دمشق عاصمة عليهم ولكن هذا الأمر حصل بسبب خدعة دنيئة.

الحلبيون دخلوا في الاتحاد السوري على أساس أن حلب هي العاصمة، ولكن بعد مرور عام على الاتحاد قام المندوب السامي بنقل العاصمة إلى دمشق. لا شك أنه فعل هذا بسبب الاضطرابات في دمشق آنذاك. هو أراد أن يرضي الدمشقيين عبر التلاعب بقضية خطيرة هي قضية العاصمة.

أنا كنت أعلم أن الحلبيين لا يعترفون بمدينة دمشق كعاصمة عليهم، ولكنني بصراحة لم أكن أعلم الكيفية التي أصبحت بها دمشق عاصمة.

هي كانت مجرد خدعة.

طبعا الأمور في الواقع كانت أعقد من مجرد خدعة. في مدينة حلب آنذاك كان يوجد تيار سياسي قوي يناصر الدمشقية السياسية. ذلك التيار لم يكن يرى مشكلة في تدمير حلب. ما كان يشغل بال ذلك التيار هو الانتقام من زعماء حلب لأسباب طبقية في المقام الأول ولاعتبارات أخرى سأتحدث عنها في الدراسة التي سأكتبها.

في تلك الدراسة سأتحدث عن واقع المجتمع الحلبي بعد انهيار الدولة العثمانية وسأوضح الأسباب التي أدت لنشوء تيار الدمشقية السياسية في مدينة حلب.

رأي واحد حول “دمشق عاصمة لسورية… بالخداع

  1. http://all4syria.info/Archive/264483

    دعك من حلب ومن دمشق وخلينا هلق نقرى عن الاسد يلي دمر بلدنا من فوق لتحت , اقرى شو عم يكتب هاد الحيزبون يلي كان سكرتير محمود الزعبي اكبر حرامي في تاريخ بلدنا , تابعهم منيح وبعدين قلي شلون بدها تقوم دوله بسوريه هيك جماعة قادتها .
    بعدين ماتنسى انو محمود الزعبي عاش بحلب عشرين سنه وكان مدير سد الفرات ودير مؤوسسة استصلاح الاراضي يلي كانت مصدر رزق كبير للحلبيه في اواخر الستينات والسبعينات ويضرب بها المثل بالسرقة على ابو موزة يعني الحلبيه مانن اوي تشد ايدك هاني بيك .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s