كلام فارغ منشور في موقع حزب الله:
في مقال له بعنون “بنية العقل البدوي وأغلال القبيلة” يتحدث الكاتب السعودي خالد السيف عما يمكن من فهم تركيبة عقل آل سعود، القبيلة المستأثرة بحكم بلاد نجد والحجاز.
يقول السيف: “العقل البدوي قد تخلق… داخل فضاء نسق هيمنة شغل إقصائي، وجبروت فعل تسلطي، وإغراق في أحادية الرؤية للأشياء من حوله… فالنمط المعاش للبدوي هو من يسأل عن «بناء العقل» الذي تخلص من تبعة «التفكير» وأحالها إلى «شيخ القبيلة» إذ هو من يفكر بالإنابة عن الجميع ويقرر تالياً حتى بمصائر الأفراد في أخص أمورهم!!”
“…و«العقل البدوي» شأنه كبقية العقول من حيث جيناته الخلقية غير أنه قد تمرغ في وحل التسلطية «للعقل الشيخي» بحسبان السيادة ظلت مطلقة لـ«شيخ القبيلة»…” يتابع السيف.
من كتب هذا الكلام لا يعرف شيئا عن العقل البدوي ولا عن المجتمعات البشرية.
أنا قرأت الكثير حول هذا الموضوع. الطبقية الموجودة في القبيلة البدوية هي طبقية هشة ولا تكاد تشبه بشيء الطبقية الموجودة في المجتمعات “المتحضرة”. شيخ القبيلة يبدو ظاهريا وكأنه زعيم متسلط، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك. المجتمع البدوي بطبيعته لا يقبل أن يتسلط عليه شخص. هذه أهم ميزة تميز البدو عن الحضر. إذا قبل البدو بأن يتسلط عليهم “ملك” فما هو الفرق إذن بينهم وبين الحضر؟
الإنسان البدوي الحقيقي لا يخضع لأحد. هو أصلا هرب من المجتمعات المتحضرة وغاص في البادية لكي يتحرر من سلطة الملوك والحكام. بعدما تحرر من الملوك بجبروتهم وجيوشهم ليس من المعقول أن يقبل بأن يتسلط عليه شخص بدوي مثله.
شيخ القبيلة البدوية هو قائد لقبيلته وليس ملكا بالمعنى القديم للكلمة. القبيلة هي التي تختار الشيخ، والشيخ يتصرف في حدود ما تريده القبيلة. هو لا يتصرف على مزاجه وإنما بناء على الرأي العام للقبيلة. لو انحرف الشيخ عن مزاج القبيلة فإن القبيلة ستخلعه.
ما يتحدث عنه الكاتب في الأعلى هو ليس عقلا بدويا وإنما عقل ملكي إمبراطوري على غرار عقل “شاهان شاه” الذي يسيطر على الخامنئي.
نصيحتي للكتاب العرب عندما ينتقدون آل سعود أو غيرهم أن يتجنبوا استخدام مصطلحات إثنية مثل “بدو” ونحو ذلك. من يريد أن ينتقد أشخاصا فهو يستطيع أن ينتقدهم دون الحاجة لإقحام أسماء شعوب وإثنيات. عدد البدو الناطقين باللغة العربية يبلغ عشرات الملايين (وعدد الأشخاص ذوي الأصل البدوي هو أكبر من ذلك بكثير). البدو هم موجودون في كل مكان من العالم العربي. ما هي الحكمة من التهجم على البدو؟ هل هذا شيء لائق؟ هو بصراحة مجرد حماقة.
عداوتهم لبشار الأسد مثال واضح على فكرهم المتخلف…
بما أنك قرأت كثيراً عن البداوة هل يمكن أن تخبرنا عن الثأر عند البدوي.. وهل يعتبر ما يفعله آل سعود اليوم هو دفاعاً عن الشعب السوري المظلوم أم اقتصاص ممن تطاول عليهم ووصفهم بالوصف المعروف..
لا أعلم.
هل تريد أن تقول أن موقف آل سعود من بشار الأسد ليس له سبب سوى الكلام الذي قاله بشار الأسد بحق آل سعود؟
هذا الكلام ليس صحيحا.
صحيح ما ذكرته تماما. فالكاتب معروف بضحالة فكره وهو أستاذ “العقيدة” في كلية “الشريعة” في جامعة “القصيم”، والقصيم هي معقل الوهابيين المتشددين الذين لا ينتمون إلى قبائل، ولدى أكثرهم عقدة نقص تجاه مسألة القبيلة، وباتوا يهاجمونها بضراوة، إعلاميا وأكاديميا واجتماعيا…، مستغلين السطوة التي وفرتها لهم الدولة السعودية الوهابية.
من جهة أخرى، فإن المفكر والمثقف المستنير ابراهيم البليهي، وهو خبير في الفكر الاجتماعي، تتفق آراءه مع ما ذكرت يا أستاذ هاني.
ومما بين يدي الآن من آرائه، تغريدة يقول فيها:
“ليس للقبيلة تأثير فاعل في البرمجة السائدة فالبرمجة ثقافية محضة فسكان المدن عندنا أشد انغلاقا وتعصبا من الانتماء العشائري”
المشكلة أن البعض ينظر إلى البدو العرب وكأنهم همج وبربر لمجرد سكنهم بالصحراء وعندما يسمعون عن الحروب البدوية يظنون أنها حروب إبادة وتطهير ولا يكلفون أنفسهم بقراءة أو سماع رواية عن تلك الحروب وكيفيتها وتقاليدها الأمر ذاته ينسحب على موضوع شيخ القبيلة يتصورون أنه شخص قمة في الطغيان والدكتاتورية رغم أن شيخ القبيلة لا يمكن أن يفرض نفسه شيخا الإ بعد أن يتمتع بصفات تجلها وتقدرها القبيلة وفي حال ضعفه وعدم تمكنه من تلك المواصفات يتم خلعه من قبل رجل آخر تتوافق عليه القبيلة إذا المشكلة فيمن ينظر للأخرين وفق نظرته وتفكيره والمشكلة الأكبر عندما يظن هذا الشخص الغبي بأنه ذكي عموما البدوي شخص هارب من التسلط والقيود كما تفضلت وربما ثبت الأيام بأن العرب البدو ليسوا الإ أشوريين وسريان إنسحبوا للصحاري هربا من السطوة الفارسية والرومانية بعد إنهيار حضاراتهم السامية في العراق والشام ولنا في الروايات الدينية ما يدعم ذلك ( سيدنا إبراهيم وإبنه إسماعيل ) والروايات التاريخيه الملك البابلي نبوئيد ومدينة تيماء