هل يكون مطار كويرس شرارة الثورة العلوية ضد بشار الأسد؟ وهل دخول الإرهابيين إلى الساحل السوري هو مخطط من بشار الأسد؟

مطار كويرس العسكري هو موجود في منطقة مقطوعة تسيطر عليها داعش.

كثير من المجندين داخل المطار قتلوا بسبب هجمات داعش المتواصلة، وهم يتخوفون من أن تتمكن داعش من اقتحام المطار وارتكاب مجزرة بحقهم كما حصل سابقا في مطار الطبقة.

بشار الأسد لا يفعل شيئا لإخراج الجنود من هناك.

هو يستطيع أن يخرجهم بالطيران لو أراد ذلك، ولكنه لا يريد أن يخرجهم.

هذا المطار هو بعيد عن الساحل وعن دمشق وعن كل دويلة بشار الأسد.

احتفاظ بشار الأسد بهذا الموقع ليس له علاقة بالدفاع عن الساحل أو دمشق. هذا الموقع هو من المواقع “السياسية” وليس العسكرية. بشار الأسد يريد من الاحتفاظ بهذا الموقع أن يثبت وجوده السياسي في محافظة حلب.

لو تمكنت داعش من اقتحام هذا المطار وارتكبت مجزرة بالمجندين فهذا على ما أظن سيشعل غضبا كبيرا في الساحل، ولعله يكون شرارة الثورة العلوية ضد بشار الأسد.

ما يحدث في سهل الغاب يختلف كثيرا عن قضية مطار كويرس.

سهل الغاب فيه قرى علوية، وهو منطقة محاذية للساحل ويعتبر بمثابة خط دفاع عن الساحل. هجمات الإرهابيين على سهل الغاب لا تضعف بشار الأسد بل على العكس من ذلك هي تقويه. هذه الهجمات تثبت (أمام الرأي العام المحلي والدولي) أن العلويين هم في خطر وأن بشار الأسد يدافع عنهم. الدخول السهل للإرهابيين إلى سهل الغاب وريف اللاذقية الشمالية هو بالنسبة لي ليس أمرا مفاجئا. بشار الأسد له مصلحة في دخول الإرهابيين إلى هناك، لأن هذا يقويه ويعطيه الذريعة لتجنيد المزيد من العلويين. بعض المراقبين في سهل الغاب قالوا أن الإرهابيين احتلوا السهل دون قتال جدي. هذا يدل على أن بشار الأسد ترك السهل دون حماية جدية. هو في رأيي تعمد إدخال الإرهابيين إلى سهل الغاب.

لاحظوا أن دخول الإرهابيين إلى سهل الغاب تزامن مع الاحتجاجات التي طالبت بإعدام الشبيح سليمان الأسد. طبعا دخول الإرهابيين إلى سهل الغاب لم يصب في مصلحة تلك الاحتجاجات.

رأيي الشخصي هو أن ما يجري في سهل الغاب وريف اللاذقية الشمالي هو ألعوبة كبيرة ومسرحية من إخراج بشار الأسد. لو كان بشار الأسد جادا في الدفاع عن هذه المناطق لكان حشد فيها القوات الكافية للدفاع عنها، ولكن بشار الأسد هو ليس مهتما بالدفاع عن هذه المناطق. دخول الإرهابيين إلى هذه المناطق يخدمه أمام الرأي العام المحلي والدولي.

كلما حاول العلويون أن يحتجوا على بشار الأسد يقول لهم الشبيحة: الإرهابيون هم على مشارف الساحل. هذه أفضل حجة لقمع المعارضة وتجنيد المزيد من الناس، وهي طبعا مبرر جيد أمام الرأي العام الدولي لبقاء بشار الأسد، بحجة أن العلويين هم مهددون وبشار الأسد هو علوي يحمي العلويين.

الحقيقة هي أن بشار الأسد هو أكبر قاتل للعلويين. لو كان بشار الأسد يفكر بالفعل في حماية العلويين لكان أبعد الإرهابيين عن الساحل ولكان أنشأ منطقة عازلة حول الساحل عمقها 50 كم، ولكن بشار الأسد لا يريد ذلك. هناك مصلحة لبشار الأسد في وصول الإرهابيين إلى الساحل.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s