العلويون يجب أن يستبدلوا بشار الأسد بمجلس حكم انتقالي

هناك في أوساط العلويين احتقان ضد عائلة الأسد.

أنا أظن أن العلويين يرغبون بالتخلص من حكم عائلة الأسد، ولكنهم لا يعلمون كيف يفعلون ذلك.

التمرد على بشار الأسد يجب أن يبدأ في صفوف أفراد الجيش والدفاع الوطني وأجهزة الأمن. هؤلاء يجب أن يقوموا بتمرد ويجب أن يعلنوا عزل بشار الأسد ونقل السلطة بشكل مؤقت إلى مجلس حكم انتقالي.

تشكيل مجلس حكم هو ليس مسألة صعبة. أفراد المجلس يمكن أن يكونوا من ضباط الجيش والأمن ومن مسؤولي حزب البعث ومن كوادر الدولة. المجلس لا يجب أن يكون محصورا فقط بالعلويين. الانضمام للمجلس يجب أن يكون متاحا لكل من يرغب بالانضمام إليه. أنا أظن أن كثيرا من السوريين سيرغبون بالانضمام للمجلس أو سيؤيدونه (أنا شخصيا سوف أؤيد هذا المجلس عند تشكيله).

بالنسبة لرئاسة المجلس فهي يمكن أن تكون بالانتخاب الدوري على غرار ما يحصل في ائتلاف المعارضة السورية. ائتلاف المعارضة السورية ينتخب رئيسا له كل ستة أشهر. نفس النظام يمكن تطبيقه في مجلس الحكم الانتقالي (طبعا يجب أن تكون الانتخابات نزيهة وليس تشبيحية على طريقة عائلة الأسد).

لو تأسس هذا المجلس فأنا واثق بنسبة 100% من أنه سينال تأييد المجتمع الدولي. هناك سببان مهمان لذلك:

السبب الأول هو أن هذا المجلس يسيطر على قوات نظامية منضبطة، في حين أن ائتلاف المعارضة السورية لا يملك أية قوات على الأرض (هو لا يملك حتى مقرا داخل سورية).

السبب الثاني هو أن هذا المجلس سيكون ذا طابع وطني وسيضم أناسا من كل الطوائف والخلفيات، في حين أن ائتلاف المعارضة السورية هو ذو طابع جهادي متطرف.

لهذين السببين سوف ينال المجلس الجديد تأييد كل القوى الدولية، وخاصة أميركا. أميركا من الأساس لا تتعامل مع الائتلاف الوطني السوري وتريد بديلا له. إذا تأسس مجلس حكم وطني داخل سورية فسوف ينال هذا المجلس تأييد أميركا، وأما الائتلاف الوطني السوري فسوف يذهب إلى مزبلة التاريخ. أميركا سوف تجبر تركيا وقطر وآل سعود على وقف كل أشكال الدعم لجماعات المعارضة (سواء كانت معتدلة أم غير معتدلة).

مشكلة الإرهاب في سورية لا يمكن أن تحل سوى باتفاق سياسي ومصالحة وطنية. لهذا السبب أميركا سوف تطلب من المجلس الجديد أن يتفاوض مع جماعات المعارضة. هذه المفاوضات يجب أن تؤدي لاتفاق على دستور جديد. الدستور الجديد سينص على الأغلب على نظام فدرالي أو لامركزي (هل سيقبل العلويون بتسليم رقابهم لجماعات المعارضة؟ لا أظن ذلك).

الاتفاق السياسي بحد ذاته لن ينهي مشكلة الإرهاب، لأن بعض الإرهابيين في سورية لن يتركوا الإرهاب أبدا (سواء باتفاق سياسي أم غير سياسي). فائدة الاتفاق السياسي هي أنه سيسحب الذرائع من الإرهابيين وسيؤدي إلى عزلهم في المجتمع. هم حاليا يجندون الناس بحجة محاربة التسلط النصيري والإيراني. إذا انتهى التسلط النصيري والإيراني فسوف تنتهي الذريعة الأساسية للإرهاب في سورية.

الاتفاق السياسي هو مدخل لتحسين علاقة العلويين مع باقي فئات الشعب، وخاصة العرب السنة. العلويون لا يستطيعون أن يعيشوا في عداء مع محيطهم. مصلحة العلويين هي أن يكونوا على وئام مع محيطهم.

قضية بشار الأسد وجرائمه ستكون إحدى المنغصات للاتفاق السياسي، لأن بعض المتطرفين من العرب السنة سوف يستمرون في التحريض ضد العلويين بحجة الثأر من جرائم بشار الأسد. الحل الأمثل لهذه المسألة هو محاكمة بشار الأسد، وبهذا يغلق هذا الملف.

العلويون أيضا هم متضررون من الحرب في سورية وليس فقط المعارضين. مطلب الثأر من العلويين هو مطلب غير منطقي. المطلب المنطقي هو معاقبة بشار الأسد، لأن بشار الأسد هو سبب الضرر الذي لحق بالمعارضين وبالعلويين أيضا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s