تجمع جديد لمعارضين سوريين في القاهرة بهدف زيادة تأزيم الوضع السوري

أنا لست ملما بخفايا تأسيس هذا التجمع المعارض الجديد.

ولكن بما أن مقره في القاهرة فهذا يوحي بأن الهدف منه هو التشويش على عمل الائتلاف الوطني السوري.

السيسي هو مؤيد لبشار الأسد وحسن نصر الله. هو لا يعلن ذلك بشكل صريح، ولكن سياساته تدل عليه. هو على الأقل لا يريد حلا للأزمة السورية. هو يريد ترك الوضع السوري على ما هو عليه. كلما أحس بتدخل خارجي لحل الأزمة السورية نجده يستنفر لمنع التدخل. هذا يعني أنه إما يؤيد بشار الأسد وحسن نصر الله أو أنه لا يريد حل الأزمة السورية.

الذرائع التي يستند عليها هي معارضته لتركيا والإخوان المسلمين، وخوفه على سورية من التقسيم، وخوفه على مؤسسات الدولة السورية. كل هذه الذرائع هي مجرد ذرائع (هي مجرد كلام فارغ).

التجمع المعارض الذي سيتأسس في القاهرة سيصب في مصلحة توجهات السيسي. وظيفة هذا التجمع ستكون تعطيل أي حل للأزمة السورية. كلما أحس هذا التجمع بوجود نية للتدخل الخارجي فإنه سيعارض ذلك بنفس ذرائع السيسي (الخوف من تركيا والإخوان، الخوف من التقسيم، والخوف على مؤسسات الدولة).

هو سيكون نسخة جديدة من هيئة التنسيق. أصلا هيثم مناع وغيره من أعضاء هيئة التنسيق هم موجودون في هذا التجمع. هؤلاء لا يملون من تكرار نفس الكلام الإنشائي “نحن مستعدون للتفاوض مع وفد من الحكومة السورية على اساس بيان جنيف، اي على اساس نقل كل السلطات العسكرية والمدنية من دون استثناء الى حكومة انتقالية”. من يستمع إليهم يظن أن الائتلاف الوطني السوري هو الذي يرفض بيان جنيف.

الائتلاف الوطني السوري قبل بيان جنيف منذ توقيعه، وهو سعى جديا لتطبيقه وبحث ذلك مع وفد بشار الأسد في اجتماعات جنيف الفاشلة. عدم تطبيق بيان جنيف لا يعود للائتلاف الوطني السوري ولكنه يعود لحسن نصر الله وإيران. هؤلاء لا يريدون بيان جنيف، والدليل هو مواقفهم المعلنة. الموقف الرسمي المعلن لحسن نصر الله هو أن “بشار الأسد باق رغما عن أكبر رأس ومن لا يعجبه ذلك فليبلط البحر”. هذا الموقف التشبيحي يدل على أن حسن نصر الله لا يريد بالفعل حلا سياسيا للأزمة. بالتالي المشكلة هي ليست في الائتلاف أو في تركيا. ما تدعيه القاهرة وموسكو هو مجرد خزعبلات وأكاذيب. هؤلاء يثيرون قضية الحل السياسي كلما شعروا بأن تركيا تتحرك بهدف التدخل في سورية. هم بذلك يحاولون أن يحرجوا تركيا أمام الرأي العام الدولي. هم يريدون أن يقولوا للرأي العام الدولي أن تركيا تترك الحل السياسي وتذهب وراء التدخل العسكري في سورية بسبب أطماع لديها. في الحقيقة هم لا يريدون حلا سياسيا ولكنهم يريدون ترك الوضع السوري كما هو.

بالنسبة للأشخاص السوريين الذين سيشاركون في التجمع الجديد فهؤلاء على الأغلب لديهم دوافع شخصية بحتة. بعضهم يعتبر نفسه أكبر من أن ينضم للائتلاف، وبعضهم هو ساخط بسبب عدم توليه رئاسة الائتلاف، وبعضهم هو ساخط بسبب عدم تبني الائتلاف لرأيه، وهكذا. هؤلاء لا يملكون أي هدف سياسي من انضمامهم للتجمع الجديد. هم فقط يتحركون على أساس دوافع تتعلق بهم كأشخاص.

من هو مهتم بالفعل بحل الأزمة السورية يجب أن يضغط بكل قوة للتدخل الخارجي في سورية في أقرب وقت. ما أقصده بالتدخل الخارجي هو ليس فقط ضرب بشار الأسد، لأن بشار الأسد هو ليس المتطرف الوحيد في سورية، ولكن المطلوب هو ضرب كل المتطرفين دون استثناء.

لحسن الحظ أن هناك برنامجا أميركيا لتدريب قوة سورية معتدلة. رغم ضعف هذا البرنامج وصغره إلا أنه حاليا الأمل الوحيد. التقدم الأخير لداعش ربما يحفز الأميركيين على التعامل مع هذا البرنامج بجدية أكبر.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s