هذا أول تفسير أقرؤه لقلة عدد المتدربين في البرنامج الأميركي للمعارضة المعتدلة:
تبدي الولايات المتحدة في هذا الوقت حذراً واضحاً حيال الأنباء عن التحركات العسكرية على الأرض، ليس ما فعله تنظيم داعش في تدمر، بل أيضاً تنظيمات المعارضة، فالمسؤولون الأميركيون يرددون وقف داعش وصدّ اعتداءات النظام السوري، لكن التقدّم الذي أحرزته المعارضة السورية خلال الأسابيع الماضية، خصوصاً في إدلب، لا يستدعي ترحيب الإدارة الأميركية، فواشنطن تصنّف جبهة النصرة على أنها تنظيم إرهابي وتعتبر أي تقدّم للنصرة “مثيراً للقلق”.
الأهم في هذا السياق أن الإدارة الأميركية تتمسّك بوصفها للحرب في سوريا على “أنها حرب استنزاف ولا حلّ عسكرياً لها”، ومع ذلك تعمل واشنطن وحلفاء إقليميون على تدريب عناصر من المعارضة.
من المؤكد أن أرقام العناصر التي تدرّبها الولايات المتحدة قليلة جداً لو كان المطلوب هو نشر عناصر في مناطق تسيطر عليها المعارضة، وعليها أن تمنع النظام من قصفها، وتستطيع دحر التنظيم الإرهابي وأخذ المناطق التي يمكن أن يخليها.
بحسب بعض التقديرات العسكرية يجب أن يكون الرقم أكبر من 25 ألفاً من عناصر المعارضة، فيما واشنطن تشرف على تدريب 5 آلاف خلال عامين.
تدريب القيادات وليس الجنود
لا يعطي الأميركيون جواباً واضحاً لوجود الفارق الضخم، لكن مصادر دبلوماسية في واشنطن تتابع عملية تدريب عناصر المعارضة السورية في تركيا قالت لـ”العربية.نت”: “إن الهدف هو تدريب قيادات وضباط المعارضة السورية وليس جنودها”، وأن هدف الأميركيين هو إعطاء المعارضة السورية نخبة جديدة من القيادات تستطيع السيطرة على عناصرها الميدانية، وتستطيع أن تتلقّى المساعدات العسكرية والإنسانية، وأن تشرف على استعمالها مثل أي جيش مؤهّل للتحالف مع الأميركيين.
تتضح بعض الأحجية عندما يقول الأميركيون إن الهدف هو بناء قدرات المعارضة السورية إلى أن تتمكن من حماية نفسها من الإرهابيين، وتسيطر بقوة على مناطقها وتتأهّل للجلوس إلى طاولة المفاوضات في المرحلة الانتقالية.
هذه المسيرة الطويلة ربما تأخذ وقتاً إضافياً، خصوصاً أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم تتزحزح عن موقفها الرافض لإقامة منطقة حظر طيران، رغم مساعي الأطراف الإقليمية وقيادات المعارضة السورية لدى واشنطن، فالإدارة الأميركية مازالت تعتبر أن فرض حظر جوي فوق سوريا يحتاج إلى حشد عسكري كبير يحمي الطائرات والبطاريات المضادة للطيران، كما أن الأميركيين لن يقبلوا إعطاء حماية لمناطق سورية يمكن أن تنتشر فيها أو تتسرّب إليها عناصر إرهابية مثل داعش والنصرة أو حتى عناصر راديكالية من المعارضة السورية.
أنا أظن أن الأميركيين لا يريدون تدريب قوة كبيرة لأنهم يخشون من أن تتمكن هذه القوة من هزيمة العلويين واحتلال مناطقهم.
لا توجد مصلحة للأميركيين (أو غير الأميركيين) في دعم طائفة ضد أخرى في الحرب الطائفية. ما يريده الأميركيون هو إقناع العلويين بنبذ التطرف والسعي لحل تفاوضي، وفي نفس الوقت هم يريدون إيجاد جهة معارضة ذات مصداقية قادرة على عقد اتفاق مع العلويين. القوة المعتدلة التي سيدربها الأميركيون لن تسعى لاحتلال مناطق العلويين ولكنها ستسعى لعقد اتفاق سياسي معهم.
الائتلاف الوطني السوري أثبت عجزه عن السيطرة على الفصائل الثورية الناشطة حاليا في سورية. هذه الفصائل لا تعترف بالديمقراطية، وهي لا تريد أن تقاتل الجهاديين المتطرفين. ما يريده الأميركيون هو إيجاد فصيل ثوري يقبل بالديمقراطية ويقبل بمحاربة الجهاديين المتطرفين. هذا الفصيل سيسعى للاتفاق مع العلويين والتحالف معهم ضد الجهاديين المتطرفين.
تدمير العلويين في سورية هو ليس مفيدا. العلويون هم قوة يمكنها نظريا أن تكافح التطرف. حاليا العلويون يخلقون التطرف ويغذونه بدلا من أن يكافحوه. ما يريده الأميركان هو إقناع العلويين بتغيير نهجهم والانتقال إلى مكافحة التطرف بدلا من صناعته.
وفق هذا التصور فإن القوة المعتدلة التي يدربها الأميركان لن تؤثر فقط في المعارضين المتطرفين ولكنها يجب أن تؤثر أيضا في العلويين وتقنعهم بنبذ التطرف والإجرام.
الأم الحنون أمريكا، لا يستطيع السنة إطلاقاً الخروج من هذه الفكرة لا أدري كيف تمكنت أمريكا من إقناع السنة أنها أم حنون رؤوم تفكر بإنسانية وتحترم حقوق الإنسان وهي التي خوزقتهم وشردتهم وقتلتهم في الصومال والعراق وأفغانستان وفي كل مكان.
هل يا ترى استوردوها من موارنة لبنان في أن فرنسا هي أمهم الحنون ربما يجدر دراسة هذه الظاهرة النفسية لدى السنة
قد يعلن الجولاني انفصاله عن القاعدة يوم الأربعاء…
وهكذا تتخلص أمريكا من مشكلة كانت تؤرقها…
وبذلك تُحل كل مشاكل أمريكا (تقريباً) ولن يكون هناك داعي للتدريبات…
وبذلك ستتحول جبهة النصرة إلى منظمة ديمقراطية عليمانية وليبرالية، ومناصرة لحقوق المرأة أيضاً..
ماما أمريكا صاحبة الحلول الخلاقة.. عفواً: الفوضى الخلاقة..