التدخل العسكري العربي في سورية سيحقق أهدافه خلال أيام قلائل

التدخل العربي في اليمن كان صعبا لأن الوضع اليمني هو صعب.

في سورية لا توجد مثل هذه الصعوبة.

في سورية هناك ثلاث مشاكل وليس مشكلة واحدة:

  • المشكلة الأولى هي داعش.
  • المشكلة الثانية هي المتطرفون في صفوف المعارضة السورية.
  • المشكلة الثالثة هي بشار الأسد ومن يدعمونه (خاصة حزب الله اللبناني).

مشكلة داعش هي مشكلة دولية وأميركا نفسها هي أول من تصدى لحل هذه المشكلة عسكريا. القوة العربية التي ستتدخل في سورية لن تكون مسؤولة عن حل هذه المشكلة (أصلا العرب هم مشاركون بالفعل في الحرب ضد داعش).

مشكلة المتطرفين في صفوف المعارضة السورية هي أسوأ مشكلة تعاني منها سورية. هؤلاء المتطرفون هم السبب الأساسي الذي منع قيام حكومة بديلة لبشار الأسد. قبل فترة رأينا ما حصل بعد هزيمة بشار الأسد في إدلب: الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة كانت تريد التمركز في إدلب، ولكن المتطرفين منعوها من ذلك. هؤلاء المتطرفون لا يريدون أن تقوم في سورية حكومة بديلة لبشار الأسد. هم يعتبرون أن مثل هذه الحكومة ستشكل خطرا عليهم وعلى مشروعهم لإنشاء إمارة إسلامية. هم يعملون على إغراق سورية في الفوضى والخراب إلى أن يتحقق حلمهم بهزيمة النصيرية، وبعد ذلك هم يظنون أنهم سيعلنون إمارة إسلامية على غرار داعش.

التصدي لهؤلاء المتطرفين هو أهم ما يجب على المجتمع الدولي أن يفعله. المجتمع الدولي ليس مضطرا لأن يخوض حربا مباشرة ضدهم. هو يجب فقط أن يدعم المعارضة المعتدلة ضدهم. دعم المعارضة المعتدلة يقتضي في المقام الأول وقف اعتداءات ومجازر بشار الأسد ضد هذه المعارضة. لا يمكن للمعارضة المعتدلة أن تفتح جبهة جديدة ضد المتطرفين الإسلاميين قبل وضع حد لهجمات بشار الأسد الوحشية.

كل المطلوب من القوة العربية التي ستتدخل في سورية هو وضع حد لمجازر بشار الأسد ضد المعارضة المعتدلة والمناطق المدنية. تحقيق هذا الهدف هو ليس أمرا صعبا. يكفي فقط أن يفرض حظر جوي فوق سورية وهذا سيؤدي إلى تقليص المجازر بنسبة كبيرة جدا.

بالنسبة لخطر تقسيم سورية فأنا لا أراه خطرا واقعيا، لأن بشار الأسد هو أتفه من أن يقسم سورية، ولكن درءا لهذا الخطر يمكن للقوة العربية أن تفرض حصارا جويا وبحريا وبريا شاملا على مناطق بشار الأسد. لو تم فرض مثل هذا الحصار الشامل فإن إيران وروسيا لن تستطيعا أن تمدا بشار الأسد بأسباب البقاء.

ولكن هل الدول العربية تملك الحزم الكافي لفرض مثل هذا الحصار الشامل على بشار الأسد؟

لو عزمت الدول العربية على فرض حصار شامل على بشار الأسد فهي ستقرر ربما فرض حصار شامل على لبنان أيضا، لأن حزب الله هو طرف أساسي في القضية السورية.

ما يبدو لي هو أن حسن نصر الله يلعب دورا سلبيا جدا في الأزمة السورية. هو على ما يبدو يحرض الإيرانيين على الاستمرار في دعم بشار الأسد ورفض التسوية. الإيرانيون على ما يبدو يتأثرون برأيه، وهذا قد يكون أحد أسباب تعنتهم في سورية.

حسن نصر الله هو على ما يظهر صاحب النظرية التي تقول أن حل الأزمة السورية يتطلب من السوريين والعالم أن يخضعوا لبشار الأسد ويعتذروا له. أنا لا أدري ما هو السر وراء تبنيه لهذه النظرية، ولكن تبنيه لها يعني أنه ربط مصيره بمصير بشار الأسد.

هو بعبع كثيرا حول التدخل العربي في اليمن بسبب خشيته من تكرار هذا التدخل في سورية. بعبعته انعكست سلبا عليه، لأنها أظهرته أمام الرأي العام الدولي بمظهر المهرج (هو استنكر مبدأ التدخل العسكري في اليمن بهدف إعادة تنصيب الرئيس اليمني، رغم أنه شخصيا متدخل في سورية بهدف إعادة تنصيب بشار الأسد ربا للسوريين).

لا أدري إن كانت الدول العربية تملك العزيمة على محاصرة بشار الأسد وحسن نصر الله، ولكن لو فرضنا أن هذه المسألة صعبة فإن الدول العربية هي ليست مضطرة لها. الشعب السوري هو قادر بنفسه على اقتلاع بشار الأسد. المهم فقط هو وقف مجازر بشار الأسد ضد المناطق المحررة، لأن هذه المجازر تدعم المتطرفين والإرهابيين وتمنع قيام حكومة جديدة.

لو نجحت الدول العربية في وقف هجمات بشار الأسد على المناطق المحررة فإنها ستكون قد حققت نصرا استراتيجيا مهما، لأن وقف هجمات بشار الأسد على المناطق المحررة يمهد لقيام حكومة معتدلة، وقيام حكومة معتدلة هو بداية النهاية لبشار الأسد. وقف هجمات بشار الأسد على المناطق المحررة يمكن تحقيقه ربما خلال أيام قلائل.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s