أنا لا أدعي أنني خبير بالوضع اليمني، ولكن ما أعرفه عن جماعة “الحوثيين” لا يدل على أن هذه الجماعة هي بالفعل جماعة إرهابية أو راديكالية خطيرة.
هي مجرد حركة سياسية عادية على غرار العديد من الحركات الأخرى في العالم العربي. هذه الحركة لها طابع ثوري، ولكن أنا لا أظن أن فكرة حكم اليمن بالقوة هي جزء أصيل من فكر هذه الحركة. أنا أظن أن إيران هي التي حرضت الحوثيين على السعي لحكم الشعب اليمني بالقوة.
إيران بصراحة ورطت الحوثيين في مشروع غير أخلاقي وغير واقعي. لا يمكن لفصيل سياسي كالحوثيين أن يحكم الشعب اليمني بالقوة.
الكتاب القريبون من إيران (ومنهم سامي كليب) لا يتوقعون تدخلا إيرانيا في اليمن لدعم الحوثيين، ولكنهم في نفس الوقت يتوقعون من الحوثيين أن يخوضوا حربا طويلة ومدمرة!
الحوثيون (لو كان فيهم ذرة عقل) يجب أن يحذروا هذه النصائح الشيطانية التي تأتيهم من إيران وأتباعها. إذا كانت إيران تخشى على نفسها من الحرب ضد آل سعود والشعب اليمني فما هي الحكمة من أن يخوض الحوثيون هذه الحرب؟
الحوثيون يجب أن يتعقلوا وأن يتراجعوا. هم يجب أن يقبلوا بأية مبادرة للحوار والتسوية السياسية. فكرة التصعيد والاستمرار في الحرب هي فكرة مجنونة، لأن هذه الحرب هي ليست ضد آل سعود فقط ولكنها ضد قسم كبير من الشعب اليمني أيضا.
أنا (للأسف) لا أظن أن الحوثيين سيتعقلون، لأن التأثير الإيراني عليهم هو كبير جدا إلى درجة أنه يدفعهم للانتحار.
نفس الظاهرة نشاهدها في العراق. حيدر العبادي بات نسخة من سلفه. اليوم أنا قرأت أنه أدان التدخل السعودي في اليمن. لا توجد دولة في العالم أخذت هذا الموقف سوى إيران. العراق كان يستطيع أن يلتزم الحياد كما فعلت سلطنة عمان، ولكن حتى الحياد هو غير ممكن لدى الحكومة العراقية.
حلفاء إيران يتأثرون بها على نحو عجيب، وأنا لا أدري ما هو سر ذلك. عندما كانت أميركا في العراق كان نوري المالكي يحكمه بكامله، وعندما خرجت أميركا انحاز نوري المالكي إلى إيران فكانت النتيجة تقليص مساحة حكم نوري المالكي على نحو دراماتيكي. هذه التجربة تبين أن الاستجابة للتوجيهات الإيرانية لها نتائج مدمرة. رغم ذلك نجد أن حيدر العبادي يعود مجددا إلى اتباع التوجيهات الإيرانية. النتيجة معروفة سلفا. في النهاية مساحة حكم حيدر العبادي ستتقلص أكثر وستنحصر ربما في بغداد. حتى شيعة العراق لن يقبلوا بما تريده إيران. هم لن يقبلوا بأن يحكمهم طاغية مدعوم من إيران. إذا استمر حيدر العبادي في اتباع التوجيهات الإيرانية فالنتيجة ستكون حتى تقسيم المناطق الشيعية في العراق.
رغم أن إيران تسبب لأتباعها كوارث من العيار الثقيل إلا أنهم يستمرون في اتباعها. هذه ظاهرة غريبة لا أعلم ما هو سببها بالضبط.
للأسف أنا أظن أن الحوثيين سينتحرون وسيتسببون في تدمير اليمن، لأن إيران تحرضهم على الحرب بدلا من الدخول في تسوية سياسية.
أستاذ هاني أنا شخصياً أتابع معظم مقالاتك من بداية احداث سوريا … في الفترة الاخيرة بدأت تلغي كثيراً تتحدث في اشياء لا تعي فيها جيداً ، مثلاً تعترف في بداية مقالتك هذه انك لا تملك خبرة كافية عن الحوثيين ثم تلغي وتعطي اوامر على الحوثيين ان يتعقلوا ولا ينجروا خلف إيران ….. إضافة لمعلوماتك الحوثيين هم الإيرانيين نفسهم هم من شكلو واسسو هذه الحركة من البداية في سوريا ومنطقة السيدة زينب جنوب دمشق بالتحديد … لو تتابع تاريخ هذه الحركة جيداً لن تكون صعبة عليك من اكتشاف بصمات شبكة إطلاعات إيران أو ( سافاك سابقاً) . لو قلنا ان اسرائيل والسعودية هي اليد اليمنى لأمريكا في المنطقة فاعلم ان اليد اليسرى هم ملالي إيران ، دخول الحوثيين لمدينة عدن هي اشارة لأتفاقات ( game change ) في المنطقة ، طريقة جرجرة السعودية للدول العربية في هذا الحرب تدل على مدى فزع السعودية من تغيير قواعد اللعبة
المصيبة تكمن في المذهب الشيعي نفسه! من العقائد الراسخة في المذهب الشيعي “الولي الفقيه” اي ان على الشيعة في اي مكان في الارض اتباع حاكم واحد وطبعا هذا الحاكم موجود في ايران! لذلك الشيعة ليس لديهم وطنية ولا يمكن ان يكونوا مواطنين حقيقيين فهم يتبعون السياسة الايرانية وينساقون ورائها كقطيع النعاج وهذا ما نراه في العراق واليمن وسوريا ولبنان الخ… طبعا هذا الكلام ليس تزكيتا للسنة فهم لديهم مصائبهم ايضا!