
لغة الـ Xiōng nú
اللغة التي كان الـ Xiōng nú يتحدثونها هي من أكثر القضايا إثارة للجدل.
أنا في هذا المقال سأتبنى طروحات تتناسب مع الطروحات التي تبنيتها في الأجزاء السابقة.
حسب ما ورد في كتابات المؤرخين الصينيين فإن المركز الأساسي لدولة Xiōng nú كان في منغوليا الداخلية أو الجنوبية، وخاصة في منطقة Ordos.
أول ذكر للـ Xiōng nú في تلك المنطقة يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد (أثناء فترة الدول المتحاربة). قبل ذلك كانت منطقة Ordos تحوي قبائل تسمى 獯鬻 Xūn yù أو 猃狁 Xiǎn yǔn. أقدم ذكر لهذه القبائل يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد.
الكلمة الصينية 猃 Xiǎn تعني “كلب”. هذه الكلمة تستخدم في اللغة الصينية للتحقير. لهذا السبب فإن تسمية 猃狁 Xiǎn yǔn تبدو وكأنها تسمية تحقيرية. من الممكن أن الاسم الأصلي لهذه القبائل هو 獯鬻 Xūn yù.
المؤرخون الصينيون الذين عاشوا في زمن سلالة Hàn قالوا أن قبائل Xūn yù أو Xiǎn yǔn هي نفس القبائل التي صارت تعرف لاحقا بـ Xiōng nú.
هؤلاء المؤرخون كانوا يشيرون أحيانا إلى الـ Xiōng nú بكلمة Hú. المؤرخ المهم Sīmǎ Qiān قال أن الـ Xiōng nú كانوا يسمون في البداية Hú و Róng، وبعد ذلك صاروا يسمون Xūn yù.
أنا تحدثت سابقا عن ثقافة Ordos التي وجدت بين القرنين السادس والثاني قبل الميلاد، وذكرت أن هذه الثقافة تعبر ربما عن هجرة لقبائل إيرانية نحو Ordos. بناء على ذلك فإن القبائل التي سماها الصينيون Xūn yù هي ربما القبائل الإسقوثية الإيرانية التي استوطنت في Ordos خلال الألفية الأخيرة قبل الميلاد.
هذا يوصلنا إلى أن القبائل التي أسست وحكمت دولة Xiōng nú كانت على الأغلب قبائل إسقوثية إيرانية.
قبائل ثقافة Slab Grave كانت تتمركز أساسا في “منغوليا الخارجية” الواقعة شمال صحراء Gobi، أي أنها لم تكن على تماس مباشر مع الصينيين، وهي لم تكن موجودة في Ordos.
رغم ذلك فإن قبائل ثقافة Slab Grave كانت تغطي القسم الأكبر من السهل المنغولي، أي أنها لم تكن فئة هامشية في منغوليا. هي في الحقيقة كانت تمثل النسبة الأكبر من قبائل السهل المنغولي.
دولة Xiōng nú وحدت جميع قبائل السهل المنغولي. هي بلا شك ضمت ضمن صفوفها قبائل ثقافة Slab Grave.
الخلاصة هي أن حكام دولة Xiōng nú كانوا ربما إيرانيين أو من أصل إيراني، ولكن غالبية قبائل هذه الدولة كانت قبائل تركية.
مثل هذا السيناريو هو ليس غريبا. هذا السيناريو في الحقيقة يتناسب مع تاريخ الأتراك اللاحق. كثير من الباحثين يعتقدون أن حكام خاقانية الترك Türk Khaganate التي قامت في منغوليا في القرن الميلادي السادس لم يكونوا أتراكا. هم على الأغلب كانوا من أصل إسقوثي إيراني. (سأتحدث لاحقا عن هذا الموضوع.)
أنا أظن أن حكم الإسقوثيين الإيرانيين للأتراك ربما يكون ظاهرة قديمة تعود أصولها إلى دولة Xiōng nú.
السلالة الإيرانية التي حكمت خاقانية الترك كانت بالنسبة للأتراك سلالة مقدسة دينيا. كثير من الباحثين أشاروا إلى هذا الأمر. هذه السلالة كانت تحكم الأتراك بناء على تفويض سماوي. طالما أن المسألة كذلك فليس من المستغرب في رأيي أن هذه السلالة حكمت الأتراك لقرون عديدة منذ تأسيس دولة Xiōng nú.
الأجزاء القادمة من هذا الموضوع ستحمل عنوان “تاريخ الأتراك”، لأنني انتهيت من الحديث عن “أصل الأتراك”.
الجزء التالي
بعد متابعة 24 حلقة من أصل الاتراك استنتجت أنو الأتراك بلا أصل أقلية تحكم تركيا حاقدة على الجميع منغلقة على ذاتها لديها عقدة الفوقية، سوف يدور الزمن دورته عليهم لكثرة من ارتكبوه من جرائم بحق الأكراد والعرب والأرمن