أنا أرحب بالموقف الإيراني المستجد من الوضع العراقي. هذا الموقف هو ما طالبنا به منذ البداية.

ولكن هل كانت إيران تستطيع أن تفعل أي شيء سوى تبني هذا الموقف؟

أنا توقعت سقوط المالكي. أنا توقعت سقوطه على كل حال– حتى ولو استمرت إيران في دعمه.

سبب سقوط المالكي هو ليس تخلي إيران عنه. على العكس من ذلك– إيران تخلت عن المالكي لأنه بات في حكم الساقط.

سبب سقوط المالكي هو أنه خسر تأييد العراقيين بشكل عام والشيعة بشكل خاص. حتى أعضاء حزبه انفضوا عنه.

مرجعية النجف طالبته علنا بترك منصبه.

هو كان معزولا بكل معنى الكلمة. لا أحد كان معه سوى إيران.

إيران لا يمكنها أن تفرض رأيها على العراقيين. صحيح أنها تملك نفوذا في العراق، ولكن نفوذها لا يصل إلى درجة تسمح لها بتحويل نوري المالكي إلى بشار أسد آخر.

النفوذ الإيراني في العراق هو ليس أقوى من نفوذ مراجع النجف.

سقوط المالكي كان أمرا حتميا. إيران لم تكن تملك خيارا سوى التخلي عنه. لو لم تفعل إيران ذلك لكان المالكي سقط على كل حال ولكان وضع إيران بات محرجا جدا.

إيران أحسنت صنعا بنزولها من على شجرة المالكي التي صعدت إليها. المؤسف هو أن نزولها كان متأخرا وبعدما كبدت العراق الكثير من الخسائر غير الضرورية.

بعض الصحفيين العرب يقولون ما يلي “إيران تخلت عن المالكي وهي ستتخلى عن بشار الأسد”.

هذا الكلام ليس دقيقا جدا. إيران لم تتخل عن المالكي بإرادتها ولكنها تخلت عنه مرغمة. ليس من الضروري أن إيران ستتخلى قريبا عن بشار الأسد.

حسن نصر الله أدلى بالأمس بتصريح قال فيه أن القتال في سورية هو مثل القتال ضد إسرائيل. أنا لم أقرأ كلامه كاملا، ولكن ما يبدو هو أن موقفه هذا جاء لتبديد الانطباع بأن إيران ربما تتخلى قريبا عن الأسد.

أنا لست متفائلا بخصوص الموقف الإيراني من الأسد. سقوط الأسد لن يحدث بسبب تخلي إيران عنه. سقوط الأسد سيحدث بسبب تخلى العلويين عنه.

لا بد أن يتخلى العلويون عنه في النهاية. هم لن يقبلوا بأن يموتوا جميعا من أجله.

ليس من المعقول أن تنقرض طائفة كاملة بسبب بشار الأسد.