أصدر بشار الأسد اليوم مرسوما يتعلق بالخدمة العسكرية في جيشه.
هذا المرسوم يكشف تفاقم حاجته للمال والرجال.
المرسوم ينص على تخفيض البدل النقدي للخدمة العسكرية من 15 ألف دولار إلى 8 آلاف دولار، وعلى تخفيض مدة إقامة المكلف في الخارج من 5 سنوات إلى 4 سنوات.
لماذا خفض بشار الأسد قيمة البدل النقدي؟ هذا الإجراء يبدو للوهلة الأولى غير متناسب مع حالة العجز المالي التي يعاني منها.
السبب الذي دفعه لخفض قيمة البدل هو رغبته في تحفيز المكلفين لكي يدفعوا المبلغ.
هذا الإجراء هو شبيه بالتخفيضات الموسمية التي تعلن عنها محلات الأزياء. لو كنت بائع ملابس ولدي قطعة ملابس ثمنها 15 ألف دولار ولم أتمكن من بيعها فماذا أفعل؟ الحل هو أن أخفض سعرها (مثلا إلى 8 آلاف دولار) لكي أقنع الزبائن بشرائها.
بشار الأسد عجز عن تسويق البدل النقدي الذي يبلغ 15 آلف دولار، ولهذا السبب هو اضطر لتخفيض المبلغ. هو يطمح لإقناع المكلفين بدفع المبلغ المخفض.
هو بحاجة ماسة للمال. هو في البداية رفع المبلغ إلى 15 ألف ظنا منه أن هذا سيجلب له المزيد من المال، ولكنه وجد أن إقبال الزبائن ضعف. لهذا السبب هو خفض المبلغ مجددا على أمل إقناع الزبائن بالدفع.
تخفيض مدة دفع البدل يدخل في نفس الإطار. هو يريد أن يحصل على المال في أسرع وقت ممكن.
في المرسوم الذي أصدره هناك تشديد للعقوبات المتعلقة بالتخلف عن الخدمة الاحتياطية:
http://syria-news.com/readnews.php?sy_seq=172529
هدد المرسوم المتعلق بتعديل بعض مواد قانون خدمة العلم المدعوين إلى الخدمة الاحتياطية من العاملين بالقطاع العام بفصلهم من وظيفتهم بحال التخلف عن الالتحاق خلال مدة ثلاثين يوما.
ونصت الفقرة رقم 4 من المادة 74 المعدلة بالمرسوم الجديد أنه مع الاحتفاظ بأحكام القوانين النافذة المتضمنة فرض عقوبات بحق المكلفين الذين يتخلفون عن الالتحاق بخدمة العلم الإلزامية أو الاحتياطية، تنهى خدمة المكلفين العاملين في جهات القطاع العام والمشترك الذي يتخلفون عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية لأكثر من سوق ولمدة ثلاثين يوما بالنسبة للخدمة الاحتياطية بقرار من رئيس مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الدفاع.
وكانت المادة 74 من المرسوم التشريعي رقم 30 للعام 2007 تنص على انه تحتفظ الجهات العامة وجهات القطاع المشترك للمجندين والاحتياطيين بوظائفهم واعمالهم وترقياتهم خلال مدة دعوتهم إلى خدمة العلم ويعودون إلى وظائفهم وأعمالهم عند تسريحهم من خدمة العلم شريطة مراجعتهم للجهة التي كانوا يعملون فيها خلال مدة اقصاها خمسة عشر يوما من تاريخ تسريحهم بما لا يتعارض مع القوانين النافذة في تلك الجهات باستثناء المتعاقدين.
هذه العقوبة تستهدف بالدرجة الأولى العلويين.
بشار الأسد يريد أن يجند المزيد من العلويين، ولكن بعض التقارير قالت أن العلويين بدؤوا يتخلفون عن التجنيد. لهذا السبب بشار الأسد يهددهم بالفصل من وظائفهم.
قبل فترة قرأت في صحيفة الوطن وفي موقع سيرياستيبس تهديدات للأشخاص الذين ينتقدون بشار الأسد على الفيسبوك. عندما قرأت الخبر شعرت أنه غريب ومتأخر. لماذا يهدد بشار الأسد معارضي الفيسبوك الآن؟ هذا القرار كان يمكن فهمه أكثر لو أنه صدر في بداية الثورة عندما كان غالبية المعارضين ناشطين على الفيسبوك. ما الذي ذكر بشار الأسد بالفيسبوك في هذا الوقت؟
أظن أن هذا القرار يستهدف بالدرجة الأولى العلويين.
العلويون ليس لديهم منصة لانتقاد بشار الأسد سوى الفيسبوك.
الفيسبوك هو متنفسهم الوحيد.
في الأسابيع الأخيرة كان هناك تصاعد في تذمر العلويين على الفيسبوك.
بشار الأسد خاف من هذا الأمر، ولهذا السبب أطلق التهديدات لمستخدمي الفيسبوك.
قرارات بشار الأسد في الأسابيع الأخيرة تكشف عن مدى تخلخل وضعه.
هو بات يخشى من العلويين أكثر من خشيته من غيرهم.
معظم قراراته الأخيرة تستهدف إخضاع العلويين.
حتى تضليله الإعلامي هو موجه في المقام الأول إلى العلويين.
هو يركز كثيرا على العلويين لأنه يعلم أن بقاءه على كرسيه يعتمد عليهم.
لو اندلعت شرارة التمرد بينهم فسيجد نفسه في المحكمة يحاسب على جرائمه.