التطورات التي تجري حاليا في لبنان هي ليست مفاجئة. أنا أذكر أنني قرأت سيناريو الأحداث الجارية حاليا في الصحف اللبنانية قبل عدة أسابيع. اللبنانيون كانوا يعلمون سلفا ما الذي ينتظرهم.
الأميركان هم الذين حذروا اللبنانيين مرارا.
الأميركان كانوا يتوقعون منذ سنتين أن تنهار الدولة اللبنانية وأن يجتاحها المتمردون السوريون وحلفاؤهم الإرهابيون. لهذا السبب هم سهلوا تشكيل الحكومة اللبنانية الحالية التي يقودها تيار سني قريب من آل سعود. هذه الحكومة شكلت في الأساس لمواجهة أحداث كالأحداث التي تجري الآن.
ما لفتني هو موقف بشار الأسد. هو سارع إلى طرح نفسه كمنقذ وحام للبنان.
هذه هي نفس السياسة التي اتبعها غداة اجتياح داعش للموصل. آنذاك هو حاول أن يطرح نفسه كمنقذ للعراق.
بشار الأسد يروج الآن لانتصاراته العسكرية على الحدود اللبنانية. هو يحاول أن يقول للأميركان أنه جاهز للتدخل في لبنان وإنقاذ الحكومة اللبنانية.
هو باختصار يريد عقد صفقة مطابقة للصفقة التي عقدها والده في عام 1976. آنذاك تدخل حافظ الأسد في لبنان لإنقاذ “المارونية السياسية” ومنع سقوط لبنان بيد منظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها الاشتراكيين والعروبيين.