السريان كانوا في الماضي شعبا كبيرا يسكن بلاد ما بين النهرين (حاليا العراق وشرق سوريا ومعظم جنوب شرق تركيا) وأجزاء واسعة من سوريا (حاليا غرب سوريا وجزء من جنوب شرق تركيا).
السريان ظهروا في التاريخ لأول مرة بهذه التسمية في القرون الأخيرة قبل الميلاد. من الناحية الإثنية السريان هم نفسهم الآراميون الذين ظهروا في بداية عصر الحديد (تقريبا في 1000 قبل الميلاد). بالنسبة لتسمية “السريان” فهي أقدم من ذلك لأنها مشتقة من اسم “الآشوريين”، الذين هم السكان الأقدم لمنطقة الجزيرة قبل وصول القبائل الآرامية في بداية عصر الحديد.
في بداية عصر الحديد كانت هناك حالة انهيار عام في الشرق الأوسط أدت إلى زوال الكثير من الدول والإمبراطوريات التي كانت قائمة في عصر البرونز المتأخر (من الدول التي زالت بسبب هذا الانهيار الإمبراطورية الحتية في الأناضول، ومملكة أجاريت، وغيرهما). الإمبراطورية الآشورية (مركزها محافظة نينوى في شمال العراق) هي من الدول القليلة التي ظلت قائمة في عصر الحديد ونجت من الانهيار.
الإمبراطورية الآشورية استغلت الانهيار الذي أصاب الدول المنافسة لها وشرعت في حملة توسع استعمارية كبيرة. هي تمكنت من السيطرة على الهلال الخصيب بكامله، كما أنها توسعت في الهضبة الإيرانية والهضبة الأرمنية وفي الأناضول.

الإمبراطورية الآشورية كانت في القرون الأولى من عصر الحديد أكبر إمبراطورية في العالم، وهي كانت أيضا الدولة الأكثر تقدما في العالم. بما أن هذه الإمبراطورية كانت تسيطر على سوريا الكبرى فإن سكان سورية الكبرى كانوا يسمون “آشوريين” لدى سكان الأناضول (سكان الأناضول آنذاك كانوا مجموعة من الشعوب الناطقة بلغات هندو-أوروبية جاءت من جهة البلقان، وأهمها الفروجيون Phrygians، الذين هم ربما أسلاف الأرمن).
شعوب الأناضول كانت تطلق تسمية “آشوريين” على جميع سكان الهلال الخصيب، ولكن هذا لا يعني أن جميع سكان الهلال الخصيب كانوا يتحدثون لغة واحدة.
اللغة الأشيع في الهلال الخصيب آنذاك كانت اللغة الآرامية. اللغة الأكدية ظلت مستخدمة كلغة رسمية لدى الحكام الآشوريين، ولكن عامة الشعب في ما بين النهرين تخلوا تدريجيا عن هذه اللغة واستبدلوها باللغة الآرامية. (المنقبون عثروا على لوح مسماري أرسله ملك آشوري متأخر إلى أحد عماله في العراق؛ في اللوح الملك الآشوري يوبخ عامله قائلا له “لماذا تكتب إلي بالآرامية بدلا من الأكدية؟!”)
لماذا تخلى سكان ما بين النهرين عن اللغة الأكدية وتبنوا اللغة الآرامية؟
الجواب سهل وواضح، وهناك أدلة تاريخية قاطعة تثبته؛ الجواب ببساطة هو أن القبائل الآرامية استوطنت بكثافة في بلاد ما بين النهرين، وهذا أدى إلى أن الناطقين بالأكدية باتوا أقلية مقارنة بالناطقين بالآرامية.
عندما انهارت الإمبراطورية الآشورية في نهاية القرن السابع قبل الميلاد كانت غالبية شعوب الهلال الخصيب تتحدث لهجات من اللغة الآرامية.
هذه الشعوب الناطقة بالآرامية كانت تسمى لدى الأناضوليين باسم “الآشوريين”.
كلمة “آشوريين” كانت تلفظ في اللغة الآشورية “أسوريين” (بالسين وليس بالشين). الأناضوليون كانوا أيضا يلفظونها بالسين. اليونانيون أخذوا هذه الكلمة من الأناضوليين وكتبوها في لغتهم هكذا Assyrioi (الحرف y كان يلفظ في اليونانية القديمة بصوت الضم).
كلمة “أسوريين” تحرفت لاحقا في بعض اللغات الأناضولية إلى “سوريين”. اليونانيون اقتبسوا أيضا هذه الكلمة وكتبوها هكذا Syrioi.
السوريون في الأصل هم نفسهم الأسوريون، أي الآشوريون. لهذا السبب الكتاب اليونانيون الباكرون أطلقوا مسمى “سوريين” على جميع سكان الهلال الخصيب بلا استثناء (المؤرخ هيرودوت فعل ذلك).
السوريون أنفسهم لم يكونوا في البداية يستخدمون كلمة “سوريين”، ولكنهم بعدما خضعوا للحكم اليوناني وتعرفوا على الثقافة اليونانية بدؤوا يستخدمون هذه الكلمة. هم صاروا يسمون أنفسهم Sūryāyē. هذه الكلمة (أو نحوها) هي مصدر كلمة “سريان” في اللغة العربية.
اللغة السريانية (التي هي نفسها الآرامية) ظلت لقرون عديدة اللغة الأهم في الشرق الأوسط وفي العالم. مكانة اللغة السريانية بدأت بالتراجع بسرعة بعد الفتوحات الإسلامية لمصلحة اللغة العربية.
استبدال اللغة السريانية باللغة العربية كان مرتبطا في الغالب بانتشار الإسلام، ولكن هذه القاعدة ليست مطلقة. على سبيل المثال، الطائفة المارونية في لبنان تتحدث اللغة العربية منذ بداية الإسلام، ولكن هذه الطائفة هي ليست طائفة إسلامية. لا يمكن أن نربط اللغة العربية لدى الموارنة بالإسلام.
غالبية الموارنة المعاصرين هم متحدرون من قبائل عربية مسيحية كانت تسكن في القسم الجنوبي من سوريا الكبرى. هذا هو سبب وجود اللغة العربية لدى الموارنة. اللغة العربية هي لغتهم الأصلية منذ البداية وهم لم يكونوا يتحدثون السريانية في السابق. الكنيسة المارونية هي سريانية الأصل، ولكن موارنة لبنان كشعب هم في الغالب من أصول عربية.
في سوريا قبل الإسلام كان غالبية السريان يتبعون مذهبا مسيحيا يسمى Monophysitism. هذا المذهب كان أيضا المذهب السائد لدى المسيحيين العرب. الكنيسة المارونية أسست في الأصل على مذهب قريب من هذا المذهب يسمى monothelitism. لهذا السبب ليس غريبا أن كثيرا من العرب انضموا إلى الكنيسة المارونية في لبنان.
في الحقيقة كل المسيحيين في سوريا اليوم يتحدثون العربية وليس السريانية. المسيحيون الناطقون بالسريانية يوجدون حصرا في منطقة الجزيرة والعراق (المسيحيون السريان الموجودون في حلب هم نازحون أتوا خلال القرن العشرين من منطقة الجزيرة).
لماذا اختفت اللغة السريانية من سوريا الكبرى وظلت موجودة في الجزيرة والعراق؟
السبب على الأغلب يعود إلى الفرق في عدد السكان.
تاريخيا عدد سكان بلاد ما بين النهرين كان أكبر بكثير من عدد سكان سوريا الكبرى، لأن بلاد ما بين النهرين هي أغنى بالغذاء والموارد الاقتصادية من سوريا.
لو نظرنا إلى الكيان السوري المعاصر فسنجد أن معظم ثرواته الغذائية وغير الغذائية هي موجودة في قسمه الشرقي، الذي هو جزء من بلاد ما بين النهرين.
كثرة السريان في بلاد ما بين النهرين هي السبب الذي أعاق انقراضهم، بخلاف السريان في سوريا الذين كانوا قليلي العدد فانقرضوا سريعا.
اللغة الآرامية ما زالت محكية اليوم في ثلاث قرى نائية في ريف دمشق هي معلولا وبخعة وجبعدين. هذه القرى هي حالة استثنائية. سبب بقاء اللغة الآرامية في هذه القرى هو وقوعها في منطقة جبلية معزولة.
بعد الغزو الأميركي للعراق بدأ عدد السريان في العراق يتناقص بمعدل سريع وغير مسبوق. كثيرون أعادوا هذه الظاهرة إلى المد الوهابي في العراق.
لا شك أن المد الوهابي في العراق هو سبب أساسي لهجرة المسيحيين وغير المسيحيين، ولكنه في رأيي ليس السبب الوحيد لهجرة المسيحيين.
السريان في العراق لديهم ثقافة ترفع عنصري تجاه بيئتهم.
هم ينظرون باحتقار بالغ إلى جيرانهم العرب والمسلمين.
هم أيضا يعتبرون أنفسهم امتدادا للعالم الغربي، لأن العالم الغربي هو مسيحي مثلهم كما يعتقدون.
ترفعهم العنصري واحتقارهم لمجتمعهم هو في رأيي من الأسباب الرئيسية لهجرتهم.
بمجرد أن طالبتهم داعش بدفع الجزية وجدنا أنهم قرروا النزوح الجماعي عن بلادهم.
سريان العراق (خاصة أولئك الذين يسكنون في محافظة نينوى) هم ليسوا مترفعين فقط على العرب ولكنهم مترفعون أيضا على السريان.
هم لا يعتبرون أنفسهم سريانا ولكنهم يطلقون على أنفسهم مسمى “آشوريين”.
هم تبنوا هذه التسمية خلال القرن 19. هم يقولون أنهم من بقايا الإمبراطورية الآشورية وينفون صلتهم بالآراميين.
هم يحتقرون الآراميين بنفس الطريقة التي يحتقرون بها العرب. هم يقولون أن الآراميين هم مجرد بدو همجيين.
عنصريتهم المفرطة جعلتهم يتبرؤون حتى من أنفسهم ويتبنون هوية خيالية لا أساس لها.
هذا الترفع العنصري الشديد لا يتوافق مع التعاليم المسيحية.
المسيحي الحقيقي يجب أن يكون متواضعا، ويجب أن يكون صبورا.
وقوع الموصل تحت سيطرة داعش هو ليس مبررا للنزوح الجماعي عن المدينة بهذه الطريقة.
الغريب هو أنهم يربطون أنفسهم بالآشوريين. هذا يعني أن جذورهم في منطقة الموصل تعود إلى 5000 سنة. رغم ذلك هم قرروا بكل بساطة أن ينزحوا جماعيا عن الموصل.
هم قرروا أن يقطعوا صلتهم بالأرض التي يدعون أنهم موجودون عليها منذ 5000 سنة.
السبب هو أن داعش طلبت منهم دفع جزية.
هل هذا مبرر كاف؟
أنا لا أظن أنه مبرر كاف.
هل هذا كلام انسان طبيعي و عاقل هل يعقل أن يصدر هذا الكلام عن شخص بكامل ملكاته العقلية و يوزع شهادات ااجنون على الناس كما تفعل…اﻷهم هل يحق و يمكن أن يدعي هذا شخص هترب من بلده ولا يعود إليها خشية على حياته. أم أنك صرت من أتباع الخليفة…هل هذا طرح يقبله عقل هل هذا كلام منطق.
لما رحلت عن سورية لما تقيم في حلب مع المتمردين او سواهم لما لا تزور الرقة …تخاف على حياتك.
هؤلاء هجرو بيتهم ولم يغادرو العراق بعد …هل تريدهم أن يبقوا تحت رحمة سيوف جلادي أمير المؤمنين و يدفعوا الجزية ذهبا أو يكره على دخول هذا الدين…تحرم على الناس و تحلل لنفسك.
أتريد أن تقنع الناس أن تهجير المسيحيين من الشرق ليس عملا ممنهجا منذ احتلال العراق.
لم يترك المسيحيون العراق بسبب ديكتاتورية صدام و لكن ديمقراطية أميركا اللتي تطبل لها شردتهم ..
من الواصح أنك في الفترة اﻷخيرة تقوم بالدعاية غير المباشرة لتنظيم الدولة الاسلامية . تدعو للتحالف معها ..عدا عن حرب اامصطلحات كااكيان السوري و غيرها و دعوتك السوريين للانفصال و تحريضك الطائفي و استلاجبك للمحتلين لوطنك اللذي بااكاد عشت فيه!!
هناك مثل شعبي جميل “الفص عالمرتكي هين”
عزيزي هاني يا رجاع على حلب يا حذوف هالتدوينة مو حلوة
المقارنة بيني وبين سريان الموصل هي مقارنة غير منطقية… لأنني مجرد شخص ولست طائفة…
نحن لا نتحدث عن هجرات فردية ولكننا نتحدث عن نزوح جماعي… حسب ما فهمت فإن الطائفة بكاملها قررت النزوح…
مثل هذا القرار الخطير لا بد أن يكون له سبب وجيه جدا… فرض الجزية على المسيحيين هو في رأيي ليس مبررا كافيا…
ما يلي متعلق بالموضوع:
https://twitter.com/_a7adeeth/status/490836087183769601
https://twitter.com/_a7adeeth/status/490837473959092224
أنت ماهر في اختلاق اامبررات لنفسك…ماذا تريد من 29 ألف مدني أن يفعل مع مسلحين مجرمين كمجرمي داعش اللذين تروج لهم…طبعا كل شخص يهرب و يقوم بتوزيع النصائح على الناس بالتمسك بالوطن و هوية ااوطن و هو غير مستعد لتقديم أي شئ للوطن على حساب راحته الشخصية الوطن عندكم تجارة..الجميع يعتبر نفسه حالة فردية أما الآخرون فمجموع قطيع…تريد أن يباد السريان من قبل دواعشك لكي لا يهاجروا..أنت شخص خيالي.
هؤولاء مهددون بالقتل إن لم يدفعوا عدا عن أنهم سيكونون محاصرين في هذا المستنقع الاسلامي القذر.
ما السبب الذي يدعونا لتصديق تصريحات مجرمين وقتلة معروفين بتعطشهم الدموي؟
داعش قامت قبل أكثر من أسبوع بوسم ممتلكات المسيحيين بعبارة “عقارات الدولة الإسلامية” فغايتهم كانت معروفة منذ ذلك الحين. قبل ثلاث أيام نودي بتحليل دم أي مسيحي لم يترك الموصل، فمتى سنحت الفرصة لهم لرفض دفع الجزية؟ ثم من الذي قرر رفض دفع الجزية أو الإسلام؟ هل كان هناك اجتماع ما بهذا الخصوص؟
منطقك في تبرير جرائم داعش تصيبني بالغثيان.
لا تقلق عليهم ، سيعودون بعد زوال داعش.
اما انت ، فاغلب الظن انك ستبقى في بلاد الخازوق
داعش لن تزول إلا بعد 50 سنة بحسب الوتيرة التي يقتلهم بها الجيش العراقي و ثوار العشائر و ثوار سوريا.
كلامك صحيح
عنصريين و حاقدين مليانين في السويد
سوداويين القلب
حاقديين و لا رحمة في وجوههم
إنت بتفهم في الناس كويس
كلامك مظبوط
عاشرتهم في السويد
زبالة حاقدين
اعتقد ان المقال بطريقة ما مبرر لعنصريتك الشخصية . عندمت تجمع شعوب كاملة تحت صفة واحدة . هي احد اساليب العنصرية. وبصف كلام جميل مزين بتاريخ ليس اكيد لا يعني ان القارئ غبي ولن يستوعب العنصرية الموجودة في قلب الكاتب. ، والاستهتار بداعش ،وبارهاب داعش كم استهتر بقتل الكثير من الابرياء من المسلمين والمسيحيين والعرب والكرد والسريان والاشوريين. هل تستهر بالقتل ؟ يوجد الكثير من العنصرية من قبل العرب والمسلمين تجاه غير العرب وغير المسلمين لكن السبب في انقراض احدهم وعدم انقراض الاخر هوي اتخاذ اسلوب حياة غير منصف بحق الاطفال . وهو التكاثر كالارانب .. اكثر عدد الاسلام وليس من خلال التعليم والمعرفة لكن من الجنس والولادة المتواصلة الذي ادى الى انفصاال التواصل العاطفي بين الاهل والاولاد وسوء التعليم وسوء الموارد . كثر العدد لا تعني الجودة ولا تعني كثرة الايمان. هذا الاسلوب في العيش هوي الذي ادى الى وجود مجتمع خصب للفكر الارهابي . وكلامي هذا لا يخص فقط العرب بل الاكراد ايضا. بعض من الاكراد كان لهم الدور في تسليم الايزيدين لداعش بسبب الحهل والعنصرية الدينية تجاه الاكراد الايزيديين…
هروب السريان والاشوريين هو ما حماهم من الانقراض.
اعتقد انه يجب ان تراجع نفسك وتفكر مرة اخرى اذا ما كنت انت العنصري