إعادة الإعمار على أساس التخطيط الإقليمي

من الفيسبوك:

https://www.facebook.com/COLONELSYIREA/media_set?set=a.745776572e=1

عام 1971 عادت القنيطرة كومة ركام ولم يعد الاسد اعمارها لتبقى شاهداً على عدوان الصهاينه وهمجيتهم .. ما رأيكم ان يترك الاسد كل سوريا كما هي ويبني في مناطق جديدة سوريا المتجددة ولتكن تلك شاهداً على عنف و بربرية العرب و الاسلاميين …

بعيدا عن لغة الكاتب، المقترح الذي يقوله هو كلام صحيح، ولكن ليس للسبب الذي يقوله وإنما بسبب قضية التخطيط الإقليمي.

بدلا من “إعادة إعمار” مناطق المخالفات الأولى هو بناء مدن جديدة على أساس التخطيط الإقليمي.

أنا لا أظن أن النظام السوري مارس في حياته “التخطيط الإقليمي”، وحتى لو زعم أنه سيمارسه مستقبلا فأنا بصراحة أشك في ذلك ولا أصدقه.

تطبيق التخطيط الإقليمي يعني أن الدولة يجب أن تنشئ المساكن والاستثمارات في مواقع منتقاة على أساس علمي، وليس على أساس استعماري استغلالي كما هو حاصل في سورية منذ إنشائها في عام 1941.

تطبيق التخطيط الإقليمي بشكل صحيح سيؤدي إلى حرمان المناطق المحسوبة على النظام من امتيازاتها الاستغلالية غير المشروعة.

مثلا لو طبقنا التخطيط الإقليمي بشكل صحيح فالمفترض هو أن نشجع السكن والاستثمار في المناطق الشرقية من سورية قرب نهر الفرات، وفي المناطق القريبة من ساحل البحر للاستفادة من تحلية مياه البحر مستقبلا.

لو تم تطبيق هذه المبادئ فهذا يعني تهميش دمشق وريفها.

هل يمكن للنظام أن يفعل ذلك؟

الجواب هو لا.

وبالتالي حديث النظام السوري عن التخطيط الإقليمي ينطوي على دجل.

النظام السوري ربما يخفف الاهتمام بحلب بحجة التخطيط الإقليمي، ولكنني أستبعد أن يخفف المركزية الدمشقية.

المركزية الدمشقية لا يمكن أن تكسر سوى بالقوة والفرض، لأن هذه المركزية هي نظام استغلالي استعماري. مثل هكذا أنظمة لا يمكن أن تكسر بالتراضي، خاصة في بلد كسورية يفتقد غالبية سكانه للتفكير الأخلاقي والعقلاني.

لا يمكن أن تطلب من فئة أو طائفة معينة أن تتخلى عن امتيازاتها الاستغلالية وتتوقع منها أن تستجيب تلقائيا.

بكلمة “طائفة” أنا أقصد طائفة النظام، أي المنتفعين منه بشكل غير مشروع، سواء كانوا اشتراكيين أم كادحين أم مناضلين ضد الاستعمار إلخ.

بحجة النضال المزعوم ضد الاستعمار تم تركيز التنمية في دمشق ومحيطها، على أساس أن دمشق تقع قرب خط الجبهة المزعومة ضد إسرائيل وضد النفوذ الغربي في لبنان والأردن.

لو صدقنا أن مدينة دمشق تناضل فعلا ضد الاستعمار فالأولى هو نقل العاصمة بعيدا عنها، وليس تركيز الإنفاق الحكومي فيها بحجة أنها قريبة من خط الجبهة.

النظام السوري تاريخيا أوجد عشرات المبررات والأعذار لتبرير المركزية الدمشقية الاستغلالية. من هذه الأعذار أن دمشق هي قريبة من خط الجبهة كما قلنا، وأيضا هناك حجة أخرى سمعتها وهي أن دمشق تقع في وسط “بلاد الشام” (!) وأنها العاصمة التاريخية لهذه البلاد المزعومة.

أنا لا أدري ما هي “بلاد الشام” هذه، ولا أدري كيف يتم تبرير الاستغلال الدمشقي بالاستعانة بهذا المفهوم.

من يقرأ في كتب التاريخ فإنه لن يجد دولة اسمها “بلاد الشام”، ناهيك عن أن تكون دمشق هي عاصمة هذه الدولة الخرافية.

قصة “بلاد الشام” هي مجرد اختراع أوجده جماعة النظام السوري لتبرير استغلالهم.

هناك حجج ومبررات أخرى أوجدوها لتبرير الاستغلال. هناك مثلا خرافة “الدولة الأموية” (التي تلقى رواجا هذه الأيام بسبب تبني المخابرات السعودية لها). جماعة النظام السوري يريدون أن يقنعونا بأن الكيان السوري الحالي هو استمرار للإمبراطورية الأموية البائدة.

لماذا نعود للدولة الأموية ولا نعود لدولة الخلفاء الراشدين؟ أنا أقبل بنقل العاصمة إلى المدينة المنورة (عاصمة الرسول)، ولكنني أستبعد أن يقبل جماعة النظام السوري بذلك. التغني بالدولة الأموية هو ليس بسبب إعجابهم بالتاريخ العربي والإسلامي ولكنه مجرد حجة لتبرير الاستغلال الدمشقي.

هم لديهم قريحة واسعة جدا عندما يتعلق الأمر بتبرير هذا الكيان الفاسد الساقط الذي أدى إلى إبادة الشعب السوري وتشريده.

بالأمس قالت الأمم المتحدة أن مأساة الشعب السوري هي إحدى أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث.

فكروا في هذا الكلام. مآساة السوريين هي إحدى أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث.

ما الذي أوصلنا إلى هذا الوضع؟

طبعا كل شخص سيلقي المسؤولية على خصومه، ولكن السبب الحقيقي للمشكلة هو هذا النظام الذي تم تركيبه في أربعينات القرن العشرين بطريقة أقل ما يقال فيها أنها معتوهة وحقيرة.

هذا الكيان قام على أساس الكذب والخداع والاستغلال والخيانة.

هم أقاموا هذه الدولة الظالمة تحت شعارات العروبة وتحرير فلسطين، ولكن بعد ذلك تبين أن أكثر ما يكرهونه هو العروبة وتحرير فلسطين.

الكيان أقيم من أساسه على الكذب والخيانة.

في أربعينات القرن العشرين قمعت غالبية مكونات الشعب السوري بحجة مناهضة الاستعمار، رغم أن حكام سورية آنذاك كانوا مجرد دمى بيد الاستعمار البريطاني، وهم عملوا بكل دأب على إجهاض الوحدة العربية وترسيخ التقسيم الذي خلقه الاستعمار في المنطقة.

هذه الدولة لا يمكنها أبدا أن تمارس اللامركزية أو التخطيط الإقليمي أو أي شيء من ذلك. من يريد حقوقه يجب أن ينتزعها بالقوة، كما فعل الإخوة الأكراد.

إضافة: بندر بن سلطان يهدر دم أنزور

 

قناة “صفا” الناطقة بلسان المخابرات السعودية تدعو لقتل نجدت أنزور:

http://www.tayyar.org/Tayyar/News/PoliticalNews/ar-LB/najdat-anzour-fatwa-zek-175.htm

بانوراما – أفتى عدنان العايض أحد مشايخ السعودية في حديث عبر قناة “صفا” بقتل المخرج السوري نجدت أنزور وبرر الشيخ بأن فتواه نابعة بأن نجدت أنزور في فيلمه الأخير يسيئ للدين الإسلامي بتهجمه على آل سعود الذي وصفهم بأنهم خزينة الدين الإسلامي .

3 آراء حول “إعادة الإعمار على أساس التخطيط الإقليمي

  1. حلب أولاً:
    برأيي يجب إعادة حلب إلى ما كانت عليه، من خلال تعويض المتضررين. أقترح أن يكون لحلب قانون استثمار خاص بها ليس له علاقة بقانون الاستثمار العادي، فيمكن من خلال هذا القانون أن تتحول حلب إلى أرض للعمل والفرص.

    بالمناسبة، حتى إعلام النظام يتحدث (منذ عدة سنوات) عن حلب على أنها العاصمة الاقتصادية، ومن هنا اقترح أن يتم تعميم هذا على بقية المحافظات:
    البوابة البحرية وعاصمتها مركز تصدير النفط العراقي وهي بانياس
    مرفأ جاف لإعادة التصدير وعاصمته درعا
    عاصمة النفط دير الزور
    إخراج المقرات الحكومية والحزبية بموظفيها من دمشق لتتفرغ دمشق للسياحة، وإنشاء New Damascus، وهي عبارة عن منطقة شرق مطار دمشق وهي منطقة غير زراعية حالياً..
    مع جر مياه دجلة سينتعش محور الخابور وترتفع إنتاجية الأقماح والأقطان، وعليه يجب التركيز على صناعة الأقمشة والمنتجات الغذائية في هذه المنطقة

    بالنسبة لما تم ذكره على الفيس بوك أي الاقتراح بإبقاء الركام، قد تضطر سوريا لتنفيذ هذا الاقتراح مرغمة بسبب التكلفة العالية جداً لـ:
    – إزالة الركام
    – البحث عن مكب (أو مكبات)
    – إعادة التدوير الذي قد يستغرق سنوات وطاقة كبيرة

    • كاتب قلتلي !!
      جميل عزيزي هاني فهذا الكاتب هو انا ولا اعلم ما سر نجاهلك له كالملايين غيرك الدولة ضمنهم رغم روعة ما يذكره ..
      و استحلفك بالله ان تقر انك ضيق الافق وذلك يتضح من اصرارك على موضوع تنحي الاسد ولو بعد حين فالازمة مكررة فباللله عليك بسبب هذه الازمة الكونية التي ذكر كيسنجر في مهدها ان الولايات المتحدة ذاتها لما صمدت بها .. البعض اعلن انه لن ينتخب الرئيس الاسد .. يبدو انه يريد انتخاب برهان غليون و الجربا او احد حمير الاعتلاف .. او انه سينتخب معارض اخر مثل قدري جميل و اشباهه.. ام انه سينتخب الدكتور رفعت الاسد ما غيرو … ام انه بسبب ذلك لن ينتخب احد لتنهار سوريا لاحقاً و بعد عقود .. وليبكي لاحقاً كما بكا و يبكي الفلسطينيون الان ..
      هل ادركتم الان لماذا اقول الاسد باق رغم انوفكم فهو الوحيد الضامن لامن و استقرار سوريا موحدة ..وليموتوا بعيظهم ..
      ملاحظة:انا قلت منذ زمن و اعيد ولولا الرئيس الاسد و الجيش العربي السوري لذهبت سوريا الى غير رجعة ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s