نزار نيوف هو ناقد لاذع، وهو لا يترك أمرا لا يعجبه دون أن يبدي رأيه النقدي اللاذع فيه.
ولكن في الآونة الأخيرة لاحظت أنه ينتقد بشدة حياة الرعي والرعاة وما يتصل بها.
هو غضب جدا من باسل ديوب لأنه عيّر الناس بمهنهم وأصولهم الاجتماعية، ولكنه في نفس الوقت يعيّر أحمد الجربا بكونه راعيا للغنم، وهو يتهم بشار الأسد بأنه راع للغنم على سبيل الذم:
قال نيوف “قبل حوالي سبع سنوات ، طلب هيثم سطايحي من شيخ الشبيحة (الأسد)، وكان رئيس مكتبه آنذاك، أن يلغي قراراته الثلاثة بطرد إخوتي الثلاثة من وظائفهم ، بعد أن لفت انتباهه إلى الأمر وطلب منه ذلك أحد الأساتذة في جامعة تشرين في اللاذقية ، وإلى أن السلطة انتقمت من أبي وأخوتي الثلاثة بسببي دون أن يكون لهم علاقة بأنشطتي. إلا أن شيخ الشبيحة أجاب سطايحي بالحرف الواحد: كيف بدي رجعهم لوظائفهم وأخوهم ما عليه شغل غير الحكي عليي؟ خلوه يوقف حكي عليي، بيرجعوا أخوانه وأبوه لشغلهم؟”!!؟ وقال نيوف”جواب من هذا النوع لا يمكن أن يقوله إلا راعي غنم أو ماعز مثل أحمد الجربا، مع احترامنا وتقديرنا للرعيان الحقيقيين جميعا”.
اليوم نيوف يستهزئ من قرار النظام السوري توزيع الماعز على أسر الشهداء.
لو قرر النظام السوري توزيع سيارات على أسر الشهداء فهل كان نيوف سيسخر من ذلك؟
ما الذي يعيب الماعز؟
السخرية من الرعاة هي بالمناسبة ليست خصلة خاصة بنيوف، بل هي طبع عام موجود في بعض المناطق السورية. في الثقافة الحلبية مهنة الرعي هي مهنة مذمومة ومكروهة.
هذا الكره للرعاة هو شيء قديم كان موجودا منذ الألفية الثانية قبل الميلاد. أنا في السابق تحدثت عن قصة قايين وهابيل التوراتية وكيف أن هذه القصة في الأصل ترمز للصراع بين الفلاحين والرعاة في الألفية الثانية قبل الميلاد.
في رأيي أن السخرية من الرعاة لمجرد كونهم رعاة هو أمر عنصري ومعيب.
أنا ما كنت لأتحدث عن هذا الموضوع لولا أنني قرأت قبل أيام كلاما لنزار نيوف يهاجم فيه بشدة باسل ديوب لأنه عير الناس بأصولهم الاجتماعية.
لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
هناك مئة ألف مثلبة في النظام السوري تستحق النقد، ولكن توزيع الماعز على الناس هو ليس شيئا معيبا. الشعب السوري فيه نسبة كبيرة من الفلاحين والرعاة.
بالمناسبة وفي موضوع توزيع رؤوس الماعز، ليس فقط نزار استهزء به وأيضاً مجمل صفحات المعارضة، وأيضاً بعض صفحات الموالات…
أولاً- بحسب معلوماتي أن التوزيع تم في قرى هي بأمس الحاجة لدخل مادي..
ثانياً- بحسب معلوماتي أيضاً فإن الكثير من أهالي القرى قد تضرروا من عمليات السلب والنهب لقطعان المواشي، وتحديداً الماعز السوري الذي ينتج الحليب الذي يتم صناعة الجبنة منه..
ثالثاً- عرفت أن أسعار الماعز السوري وصلت لنصف مليون ليرة للرأس، لا أدري مدى صحة هذه المعلومة..
رابعاً- إنها لمن النذالة (وهي صفة اشتهرت بها المعارضة) الإيحاء بأن الحكومة تعوّض أهالي الشهداء بالمواشي بدلاً عن أولادهم..
خامساً- أضم صوتي لك هاني، ما هو رد فعلهم لو أن النظام وزّع سيارات… وأجزم لو أن الحكومة وزعت 50 ألف أو 100 ألف أو مليون أو 10 مليون فلن يهربوا من ألسنة الهبل الثوري..
هاني اشتقنالك..
أعلم أنك لا تريد الكلام في هذه الفترة، وأتفق معك، فالمتابع للأخبار على مدى الشهرين أو ثلاث أشهر الأخيرة يصل لنتيجة واحدة وهي: لا جــــــديــــــد…
ولكن بالأمس هناك جديد، وواقع مهم:
أولاً- تفجير انتحازي مزدوج يضرب السفارة الإيرانية في معقل حزب الله، وأغلب المحللين يعتقدون أن السعودية أقدمت على فعل انتحار سياسي بعد أن ضاقت ذرعاً بالموقف الأمريكي الذي يحث الخطا نحو إيران وفك الارتباط مع السعودية وإمكانية خسارتها الحرب في سوريا ولبنان والمنطقة (نتحدث عن السعودية)..
ثانياً- هناك أخبار عن قذائف استهدفت المراكز الحدودية السعودية في المنطقة الحدودية العراقية والكويتية والسعودية، وقد تبنى جيش المختار الحادثة وقال إنها رد على الفتاوي، ولكن بنظري هي رد على التفجيرات في العراق التي حصدت في هذا العام (حتى اليوم) أكثر من 6000 شهيد عراقي..
ثالثاً- لا أرى أن قارة مدينة استراتيجية كما يريد النظام أن يوحي لنا.. بل إن النظام عنده استراتيجية (برأيي أنها صحيحة) ألا وهي أن المدن التي على الطرق الرئيسية يجب استعادتها لأنها تشكل تهديد للمصالح الاقتصادية، وأعتقد أنه لن يكون هناك حرب في القلمون لسبب بسبط ألا وهو دخول فصل الشتاء، ويمكن أن يكون هناك اشتباكات على خطوط التماس كما في كل مكان في سوريا..
رابعاً- الوضع في حلب، يتحدث الجميع عن تقدم ولكني لا أرى إلا استعادة السفيرة هو التقدم الوحيد، ولا ننسى قتل حجي مارع، لما له من تأثير إديولوجي، فقد سمعت الرجل وتأكدت أن أمثاله خطر على سوريا، أما أفعاله من سرقات ونهب فهو مثله مثل غيره، ولكن الفرق أنه دفع حياته بينما الآخرين ينعمون بالعيش الرغيد في تركيا..
خامساً- دمشق… فقد أصبحت قذائف الهاون تنزل كالمطر على المدينة، وهذا بحد ذاته فشل عسكري واستخباراتي للدولة…
سادساً- اعتقال رجاء الناصر.. لم أعد أفهم من الذي يعتقل ومن الذي يفرج عن الناس؟ لماذا نعطي ذريعة لأحد أن يتحول إلى ضحية..
لبنان الى المحرقة قريبا
النووي الإيراني ادخل المجوس في نفق لا عوده فيه
السيد هاني كان من الادق وانت صاحب مدونة رصينة ان تشير الى اني لم اعير احدا بمهنته لذاتها ولا يمكن ان افعل ذلك تحقيقي في الاخبار اللبنانية كان لتسليط الضوء على منابت اجتماعية ومهنية لمتزعمي ما يسمى ثورة ..
ولتعلم يا دكتور هاني ان كاتب هذه السطور مسبع الكارات وعملت بيدي كأي ابن حرفي بل ومارست اكثر من مهنة وافتخر بذلك ولم اكن اذهب الى العمل الا بثياب العمل و لا اتردد في ” الهجوم ” على صديقات الدراسة للوقوف معهن في ناصية الشارع و انا بثياب العمل . ارجو منك توضيح ذلك لقرائك .ز لم اسخر من رعيان او قاع اجتماعي او اصحاب مهن بل بينت التناقض الكبير بين كون الانسان مجرد عامل مهني وتحوله بنفخ مالي و اعلامي الى قائد ثوري !!
وبكل الاحوال ان القواد و الداعر و القاتل و اللص هم شرائح مرذولة بذاتها و لا مندوحة من فضحها بالاخص ان زعمت انها تقود ثورة حرية و اسلامية و ما الى هنالك من خزعبلات
أنا لم أكتب هذه التدوينة بغرض انتقادك ولكنني سايرت نزار نيوف في كلامه… أنا قلت له أنه يرتكب نفس الشيء الذي يتهمك به…
أنا عندما قرأت مقالك شعرت أن كلام نزار نيوف فيه بعض الصحة… ولكنه كالعادة بالغ كثيرا في ردة فعله… السبب هو شخصي… أنت بزمانك وصفته بأنه ظاهرة موسادية إسرائيلية… وهذا هو سبب حنقه عليك…
أنا قرأت مقالك قبل أن أقرأ كلامه وشعرت وقتها بأنك متأثر بالحملة التي شنها النظام السوري على الثوار…
القصة صارت قديمة والأفضل أن ننساها…
شكرا هاني .. نحن على الارض نكتب ما نراه لا اتاثر لا بنظام و لا بغيره اكتب ما يمليه علي ضميري فحسب ..
بالنسبة لنيوف هي حجة للتشهير بي وهو احمق موتور جدا .. المقالة التي يتهمني به على ما اذكر هي ليست لي بل انا ناشرها بموجب صلاحياتي كمدير تحرير في موقع مرآة سورية انذاك . هووجدها بمحرك البحث و اسمي الى جانبها فظن انها لي في الحقيقة عدت الى ارشيفي لاتأكد و لس هنالك مقالة لي بهذا العنوان .. طبعا انذاك كان هنالك مراسلة بيني وبينه ولم تكن علاقة متوترة …واول انتقاد مني له هو على مقالة له تحابي الاحتلال الامريكي للعر اق