السيناتور جون ماكين برز خلال الأزمة السورية بوصفه أكثر من دعا الولايات المتحدة لتصعيد تدخلها وخوض الحرب بشكل مباشر.
موقفه ربما يبدو غامضا للبعض، ولكنني سمعته يقول في إحدى المقابلات أنه زار الشرق الأوسط وأنه سمع من الناس هناك تذمرا حول تراجع الدور الأميركي والانكفاء الأميركي.
هو على الأغلب يقصد إسرائيل. هو زار إسرائيل وسمع هناك تذمرا من الانسحاب الأميركي.
كثير من أعضاء الكونغرس يبنون مواقفهم بهذه الطريقة. هم في العادة لا يعرفون شيئا عن الشرق الأوسط سوى ما سمعوه خلال زيارتهم لإسرائيل.
إذا أراد أحدهم أن يتثقف حول الشرق الأوسط فإنه يقوم بزيارة لإسرائيل لكي يفهم الصورة عن قرب، وبعد ذلك يعود لأميركا لكي يشرح للناس حقيقة الوضع في الشرق الأوسط (كما سمعها من الأصدقاء في إسرائيل).
هذا هو سر مواقف جون ماكين وأمثاله. هو زار إسرائيل وفهم من الإسرائيليين حقيقة الأزمة السورية وما الذي يجب على أميركا أن تفعله.
بالنسبة للإدارة الأميركية فهي تستعين أيضا برأي آل سعود، ورأي آل سعود في العادة لا يختلف عن رأي إسرائيل (في بعض الأحيان هو أسوأ).
جون ماكين سخر قبل أيام من فكرة الضربة المحدودة لسورية وقال أنها عملية تجميلية.
هو قال (ساخرا) أن أوباما يريد أن يطلق بضعة صواريخ على سورية وأن يقول بعد ذلك أننا أدينا ما علينا.
هو استهزأ من كلام أوباما حول الخط الأحمر وقال “يبدو أن أوباما رسم الخط الأحمر بالحبر السري”.
هل يعقل بعد كل هذه المواقف العنترية أن يتراجع جون ماكين وأن يقبل بالضربة التجميلية التي يريدها أوباما؟
إذا قبل الآن بموقف أوباما فهذه على ما أظن ستكون فضيحة له.
هو كان يستهزئ من ضعف رد أوباما. كيف سيبرر الآن موافقته على شيء كان يسخر منه قبل أيام وكان يقول أنه بلا فائدة؟
جون ماكين سيتراجع لان أوباما أخبره
ان الضربة ستكون أكثر من اشهر وموجعة جداً لبشار وجيشه
وانه سيدعم الجيش الحر ويسلحه
وسيقلب ميزان القوى
وهو أمر لم يصرح به أوباما علنا ولكن خلال الأيام القادمة
سيكون جزء من المخطط الأمريكي الذي سيقدم لأعضاء الكونغرس
هذا ما يريده معظم النواب
وهم اظهروا رفضهم في البداية بظنهم ان أوباما يريد تأديب بشار وليس التخلص منه
أما عندما يدركوا المخطط الحقيقي فسيصوتوا لصالح أوباما
وهو الان يستخدم كل مالديه في الرئاسة لضمان التصويت
فهي لن تكون ضربة تجميلية ياهاني