هذا الكلام هو متعلق بالتدوينة السابقة.
___________________________
الآشوريون الجدد يكرهون كلمة “نساطرة” ولا يحبون أن يوصفوا بها.
هم يزعمون أن تسمية “آتوريين” كانت مستخدمة لدى أجدادهم منذ قرون، ولكن الأدلة المتوفرة على هذا الزعم هي قليلة جدا وغير مقنعة.
لو كانت كلمة “آتوريين” تسمية قديمة للسريان النساطرة لكانت هذه الكلمة وردت في الكتابات العربية والأوروبية وغيرها، ولكن هذه الكلمة لم ترد مطلقا في أية كتابات.
السريان النساطرة في العصر الأموي والعباسي كانوا يسمون “السريان”. لا يوجد أي كاتب مسلم ذكر كلمة “آتوريين”، ونفس الأمر ينطبق على الأوروبيين لاحقا. لا يوجد أي كاتب أوروبي (أو بيزنطي قبل ذلك) ذكر كلمة “آتوريين”.
السريان النساطرة لعبوا دورا مهما في الحضارة الأموية والعباسية. هناك الكثير من الشخصيات السريانية النسطورية المعروفة في التاريخ الإسلامي. السريان النساطرة هم الذين ترجموا الكتب البيزنطية (اليونانية) إلى اللغة العربية في العصر العباسي.
هم لم يكونوا فئة هامشية أو معزولة. لا أدري كيف أمكنهم أن يخفوا تسميتهم الحقيقية عن الناس طوال تلك القرون.
الآشوريون الجدد يريدوننا أن نصدق أن النساطرة كانوا يسمون أنفسهم “آتوريين” لمدة تزيد عن الألفي عام دون أن يدري أحد في العالم بذلك.
كلمة “آتوريين” وردت لمرة واحدة في كتاب سرياني من القرون الوسطى، وفي هذا الكتاب هي استخدمت على ما يبدو كتسمية للسريان في منطقة الموصل.
من الممكن أن السريان في الموصل قديما استخدموا هذه الكلمة كتسمية جغرافية لمنطقتهم، ولكن من المستبعد أن كلمة “آتوريين” كانت تستخدم كتسمية إثنية عامة للسريان النساطرة.
هي في أحسن الأحوال كانت تسمية لفئة محدودة من السريان النساطرة، وهي على الأغلب لم تكن تسمية شائعة.
أنا شخصيا لا أحب التعصب وأفضل مسايرة الناس وفق أمزجتهم.
إذا كان النساطرة اليوم يريدون أن يسموا أنفسهم آشوريين فأنا لا أمانع ذلك، ولكن بشرط أن تكون التسمية على هذا النحو “السريان الآشوريين”.
هذه التسمية تعني أن الآشوريين هم فئة من السريان.
هذه التسمية هي حل وسط ممتاز ممكن أن ينهي كل هذه المشكلة.
الآشوريون الجدد يجب أن يتوقفوا عن وصف أنفسهم بـ”الآشوريين” وأن يستخدموا بدلا من ذلك مصطلح “السريان الآشوريين”.
بهذه الطريقة سوف يفهم الناس أن هذه الجماعة هي فئة من السريان تحاول أن تميز نفسها.
حتى لو لم يقبل الآشوريون الجدد بهذه التسمية فأنا أنصح الآخرين بأن يطلقوها عليهم.
هم في الأساس سريان، ولكن لمسايرتهم يمكننا أن نسميهم “السريان الآشوريين”.
أما تسميتهم بالآشوريين فهذا خطأ.
هذه التسمية تشبه التسمية التي يطلقها المستشرقون على لغتهم. المستشرقون يسمون لغة الآشوريين الجدد هكذا Assyrian Neo-Aramaic (الآرامية الحديثة الآشورية).