ما سر اهتمام قناة الجزيرة بالجزائر؟

خلال الأشهر الأخيرة كان هناك اهتمام زائد لقنوات المحور الأميركي بالجزائر.

مثلا قناة الجزيرة بثت وما زالت تبث العديد من البرامج الوثائقية والمقابلات المتعلقة بالجزائر.

أظن أن الأمر متعلق بخلافة بوتفليقة.

المحور الأميركي يريد اجتذاب المشاهدين الجزائريين تمهيدا للتأثير عليهم وتوجيههم خلال الفترة القادمة التي هي فترة مهمة.

روحاني إصلاحي

 

الرئيس الإيراني الجديد هو ذو توجه إصلاحي (بالمعنى العام للكلمة وليس بالمعنى الإيراني):

نشرت صحيفة الغارديان تقريراً من طهران، أعده سعيد كمالي ديغان، وجوليان برغر، بعنوان “مؤشرات تغيير تبعث آمال ربيع إيراني”، أوضحا فيه أن “الصحافيين الزوجين الشابين، مسعود باستاني، وماسة عمرو-عبادي، كانا محتجزين بسبب كتاباتهما ولم يريا بعضهما في السنوات الأربع الأخيرة إلا لفترات وجيزة في فترات اطلاق سراحمها المحدودة”.

ويضيف المقال “أطلق سراح الزوجين هذا الشهر وأظهرت صور على الفيسبوك ابتهاجهما وفرحة اصدقائهما لالتئام شملهما”، لافتا الى ان “إطلاق سراح الزوجين واحد من المؤشرات الصغيرة على التغيير إثر انتخاب الرئيس الايراني حسن روحاني، وهو براغماتي وصاحب برنامج انتخابي اصلاحي طموح”.

وتتابع الصحيفة أنه “يجب التعامل مع مؤشرات التغيير هذه بحذر، حيث بدت مؤشرات أقوى على الإصلاح والتغيير أثناء حكم الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، ولكن المحافظين والاجهزة الأمنية قضوا عليها”.

وتوضح أن “من بين بوادر التغيير في إيران منذ تولي روحاني الرئاسة تتمثل في تخفيف الرقابة على الانترنت، حيث قال روحاني إن الرقابة على الانترنت ليست مجدية، وأضاف أن الفيسبوك ظاهرة تكنولوجية جيدة”، مشيرة الى ان “روحاني خفف من القيود المفروضة على ملابس النساء، حيث قال إنه ضد تدخل الشرطة سعيا لامتثال النساء لارتداء الزي الاسلامي”.

ومن مؤشرات التغيير ايضا، حسبما تقول الصحيفة، تحسين حقوق الحريات، حيث تعهد بأن يكون له مستشار لشؤون الأقليات.

كما ترى الصحيفة إن من مؤشرات التغيير أيضا زيادة الحريات المدنية، حيث قال روحاني إن الحكومة القوية ليست الحكومة التي تتدخل في شؤون الناس.

حبذا لو يفهم جلاوزة النظام السوري هذا الكلام، ولكنني بصراحة لا آمل الكثير منهم.

جلاوزة النظام السوري لا يمكنهم أبدا أن يفهموا هذه المبادئ العصرية. “التراخي” الأمني الموجود حاليا في سورية هو مجرد نفاق وأمر مؤقت.

لو أتيح المجال لهم فإن جلاوزة النظام السوري سيعودون مجددا لنفس سياساتهم القديمة. هم سيحجبون الفيسبوك واليوتيوب وربما حتى يلغون الإنترنت بالكامل هذه المرة، وسوف يستعينون هذه المرة بأجهزة إلكترونية أكثر تطورا لمراقبة الناس ومحاسبتهم على الكلمة والحرف.

هذه هي عقليتهم وهي لن تتغير أبدا. لا أظن أن هناك طريقة لإصلاحهم سوى بتغييرهم.

ولكن الآن تغييرهم صار أصعب بكثير بسبب الحرب على سورية وما تسببت به.

هذه هي المؤامرة الأميركية. الأميركان عندما أزموا الأوضاع على هذا النحو كانوا يريدون إيصال الشعب السوري إلى مرحلة يصاب فيها باليأس من إمكانية الإصلاح.

هم كانوا يريدون إيصال البلد إلى التقسيم. لهذا السبب عملوا بجهد بالغ على تأزيم الأوضاع وتصعيدها.

أنا خلال الأشهر الأولى للثورة السورية كنت أركز كثيرا على هذا الموضوع.

في ذلك الوقت كانت الإدارة الأميركية تصدر بيانا كل يوم خميس بهدف تحريض “المعارضين” على الخروج لـ”التظاهر” يوم الجمعة.

السفير الأميركي روبرت فورد ذهب إلى حماة ودوما والميدان ونحو ذلك من الأماكن التي يكثر فيها الإسلاميون المتعصبون، وهدفه كان تحريض وتصعيد “التظاهر”.

إعلام المحور الأميركي شن حملة هائلة من التضليل هدفها تحريض “المعارضين” على التصعيد.

كان وقتها يتم الترويج لأن النظام السوري سيسقط خلال أسابيع، وأن هناك تدخلا عسكريا تركيا، وأن هناك منطقة عازلة لحلف الناتو، وغير ذلك من الخزعبلات التي كان يراد منها تحريض “المعارضين” لكي يستمروا في التصعيد.

وقتها قلت كثيرا في المدونة أن هذا الكلام كذب وتضليل بهدف التحريض، وقلت أن الأميركان لا يتوقعون سقوط النظام السوري قريبا ولكنهم يخدعون “المعارضين”.

إعلام المحور الأميركي تحدث منذ البداية عما أسماه “حمل المعارضين للسلاح” وكأن هذا أمر طبيعي ومتوقع.

من أوائل من تحدثوا في هذا الأمر مدونة Syria Comment. هذه المدونة كانت تروج لحمل السلاح منذ الأسابيع الأولى وكأنه أمر عادي ومتوقع.

أنا أشك في براءة الكلام الذي ورد في هذه المدونة، وأظن أن كاتبها استقى بعض أفكاره من مسؤولين أميركيين. هو عموما لا ينكر أنه يتحدث مع مسؤولين في الإدارة الأميركية ويتبادل معهم الأفكار.

على الأغلب أن مسؤولين أميركيين هم الذين روجوا لفكرة “حمل المعارضة للسلاح”.

هم روجوا لهذه الفكرة في الإعلام الغربي لكي يقنعوا الرأي العام الدولي بأن الجماعات الإرهابية في سورية هي شيء مشروع وهي عبارة عن معارضين ديمقراطيين حملوا السلاح ضد النظام الديكتاتوري.

نحن لم ننكر يوما أن النظام السوري هو نظام مستبد ويستحق أن يسقط، ولكن هذا لا ينفي أن الثورة السورية هي عبارة عن عملية مخابراتية لم يسبق أن سمعت بمثلها من قبل.

لا أظن أن المخابرات الأميركية والأوروبية سبق أن تورطت في تاريخها في عملية بحجم الثورة السورية. هم تورطوا في هذه الثورة على نحو عجيب إلى درجة أنه لا يوجد شيء في هذه الثورة لم يتم بتخطيط وتدخل مباشر منهم.

أكثر ما كان يثير حنقي في الأشهر الأولى للثورة هو تدمير الاقتصاد السوري، لأن تدمير الاقتصاد السوري يهدف للقضاء على وجود سورية كدولة.

سورية ليس فيها نفط كالعراق وليبيا. تدمير الاقتصاد السوري يعني إغراق سورية في حفرة لا مخرج منها سوى بالتبعية للدول الأخرى.

الأميركان عندما دمروا الاقتصاد السوري ضمنوا أن سورية لن تعود مستقلة مرة أخرى، لأن سورية في المستقبل (أو الدويلات الناتجة عنها) سوف تكون بحاجة ماسة للمعونات الخارجية، والمعونات الخارجية هي اختصاص آل سعود العملاء.

تدمير الاقتصاد السوري يعني نشر الفقر والجهل، وهذا يعني زيادة الأحقاد والعصبيات. كل هذه الأمور تؤدي إلى تأبيد العنف والاقتتال، وهي تنهي وجود سورية كدولة.

كل هذا الكلام قلته في بداية الثورة لأنني أردت أن أوضح للقراء أنه أمر مخطط وليس مجرد مصادفة.

الأميركان ليسوا بلهاء. هم يفهمون العالم جيدا وسبق أن تدخلوا مئات المرات في دول كسورية.

أنا كنت أعرف ما يفكرون به، ولهذا السبب أردت أن أوضح للناس إلى أين يريدون أن يصلوا.

أنا قلت أنهم لاحقا سوف يتبرؤون من كل شيء وسوف يقولون أننا لم نكن نعلم وأن ما حصل هو بسبب آل سعود وشيخ قطر.

ما قلته حصل بالضبط. هم دمروا سورية والآن يريدون تحميل المسؤولية لآل سعود وشيخ قطر.

قيمة آل سعود لا تزيد عن قيمة حشرة. هم لا يساوون شيئا في المعادلات الدولية.

رأيان حول “ما سر اهتمام قناة الجزيرة بالجزائر؟

  1. صباح الخير ….و لا مرة بمقال من مقالاتك جبت سيرة النفط و الغاز الموجود عالشريط الساحلي و قارة …معقول ما عندك علم بهالموضوع؟؟؟

    • في حياتي لم أقرأ أي شيء رسمي يثبت وجود احتياطات مهمة من النفط والغاز على الساحل السوري. هناك فقط أقاويل وكلام لا نعلم مدى مصداقيته.

      هناك ربما غاز في الساحل السوري (طالما أن هناك غاز في ساحل لبنان وقبرص)، ولكن كم هو حجم الغاز في الساحل السوري؟ أنا لم أقرأ أي شيء مثبت في هذا الموضوع.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s